فاروق جويدة
كتب أحمد شوقى أمير الشعراء قصيدته الجميلة جارة الوادى عن مدينة زحلة وهى واحدة من أجمل بقاع الأرض فى لبنان وربما تكون جزءا من رياض الجنة والله اعلم .. وحين غنت فيروز جارة الوادى بعد أن غناها ولحنها محمد عبدالوهاب أصبحت القصيدة جزء من ذاكرة الإبداع العربى الجميل..ما أنت من عمر الزمان ولا غد جمع الزمان فكان يوم لقاك وحين انطلقت فيروز بعد ذلك تغنى القصائد والاغانى العامية تحولت إلى ظاهرة غنائية فريدة فلا شىء يشبه غناء فيروز وكذلك لا صوت يشبه صوت ليلى مراد.
ان فيروز جزيرة مستقلة أعلنت استقلالها وسط حدائق الغناء العربى ولهذا كان لها عشاقها من كل لون..واذا كان حظ أم كلثوم أن وجدت فى مشوارها الفنى السنباطى ورامى وعبد الوهاب ثم بليغ حمدى ومحمد الموجى والطويل فقد كان من أهم حظوظ فيروز فى مشوارها مع الفن كتيبة الرحبانية..لقد اضافوا لصوتها جمالا فوق جماله ومعها قدم الرحبانية ألحانا جديدة تماما على المستمع العربى..وهنا أيضا كان مشوار فيروز مع عدد من الملحنين والشعراء اللبنانيين وفى مقدمتهم رفيق رحلتها مع الكلمة جوزيف حرب . لم تغن فيروز كما غنى الآخرون ولم تقع فى فخ أصوات عبقرية عاشت زمانها وفى مقدمتها سيدة الغناء العربى أم كلثوم لقد حرصت فيروز أن تغنى على طريقتها رايتها حين زارت الأهرام بدعوة من الراحل الكبير يوسف السباعى وكانت يومها فى قمة تألقها..تنوعت أغنيات فيروز فى مشوارها الطويل ما بين الغناء للوطن لبنان بحبك يا لبنان يا وطنى، وغنت لمصر واحدة من أجمل أغانيها مصر عادت شمسك الذهب..ومازالت الأذن العربية تحفظ أغانى فيروز القديمة ابتداء بجارة الوادى وانتهاء براجعين يا هوى..وشط اسكندرية..وانا هويت وانتهيت ورجعت الشتوية..وياريت..وانا عندى حنين..رحلة فيروز مشوار طويل من الإبداع الجميل شكلت وجدان أجيال وأجيال وكانت تمثل زادا رفيعا لكل عشاق الفن الجميل..إن فيروز تحتفل هذه الأيام بعيد ميلادها وأمامها ملايين الزهرات التى تفتحت وعاشت مع صوتها الجميل .. يا جارة الوادى كل سنة وانت طيبة.