توقيت القاهرة المحلي 18:06:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ازدواجية الغرب

  مصر اليوم -

ازدواجية الغرب

محمد سلماوي

رغم ثورة الرأى العام العالمى ضد الوحشية الإسرائيلية فى ضرب الفلسطينيين المحاصرين فى غزة فإن هذا الغضب لم ينعكس، بأى حال من الأحوال، على المواقف الرسمية للدول الغربية التى مازالت يؤكد بعضها «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها»، ويمنع بعضها الآخر المظاهرات المناهضة لإسرائيل أو المؤيدة للشعب الفلسطينى.

ولقد شرحت، فى مقال فى الأسبوع الماضى، أن ذلك التأييد الشعبى الدولى غير المسبوق يعود إلى أن إسرائيل فقدت تحكمها فى المعلومات التى تصل للرأى العام عن طريق الصحافة والإعلام بعد أن صارت وسيلة نقل المعلومات الأولى الآن فى العالم هى شبكات التواصل الاجتماعى عن طريق الإنترنت التى لا يمكن التحكم فيما ينشر بها.

لكن ما أود الإشارة إليه هنا هو تلك الازدواجية الصارخة فى المعايير والتى طالما ميزت السياسة الغربية، خاصة الأمريكية فى الشرق الأوسط، فما يحدث فى غزة الآن هو ضرب وحشى لشعب محاصر داخل 360 كيلومتراً مربعاً هى كل مساحة قطاع غزة، وإنذارات واهية للسكان بمغادرة المكان الذى لا يستطيعون الهروب منه، فالبحر أمامهم والحدود المغلقة وراءهم، سواء كانت إسرائيلية أو مصرية.

لقد ثارت الحكومات الغربية حين تم اقتحام اعتصام رابعة فى مصر، واتهمت قوات الأمن آنذاك بالوحشية والقتل، بينما لم يتحرك لها ساكن حين ضُرب الفلسطينيون المحاصرون فى غزة، مع العلم بأن السلطات المصرية طلبت من معتصمى غزة مغادرة المكان وفتحت لهم الطريق، مؤكدة أن من سيخرج من ذلك المعسكر المدجج بالسلاح سيكون آمناً، بينما فى حالة الفلسطينيين لم يكن هناك مكان واحد آمن فى غزة، وقد شاهدت مراسل قناة «فرانس 24» الفرنسية يصف على الهواء كيف وجهت السلطات الإسرائيلية فى إحدى المرات إنذاراً للفلسطينيين بمغادرة منازلهم والاحتماء بمبانى الأمم المتحدة، فلجأوا إلى مبنى المدرسة التابعة لها فجاءت الطائرات المغيرة وضربت المدرسة على الفور، كما ضربت قوات الاحتلال المستشفيات والمنشآت العامة، بحجة أن حركة حماس تخبئ بداخلها السلاح أو تقيم تحتها الأنفاق، فهل كانت الأمم المتحدة هى الأخرى تخبئ السلاح فى مبانيها وتقيم تحتها الأنفاق؟!

لقد وصل عدد ضحايا هذه السياسة الوحشية، التى تمثل جرائم حرب لا تغتفر إلى ألف شهيد، من بينهم الأطفال والنساء والشيوخ، بالإضافة إلى عدة آلاف من الجرحى ومن أصيبوا بعاهات مستديمة، وهو ما لم يحدث فى رابعة التى أقام الإعلام الغربى الدنيا عند فض اعتصامها ولم يقعدها.

من ناحية أخرى، وجدنا فرنسا تحظر المظاهرات المنددة بالوحشية الإسرائيلية لـ«أسباب أمنية» وتقبض على كل من يخرق هذا الحظر، فى الوقت الذى مازالت تتباكى فيه هى وبقية الدول الغربية على الوضع المطابق لذلك فى مصر، ولم نسمع منها أى نقد لموقف فرنسا فلم يصفه الإعلام بأنه حجر على حرية الرأى وانتهاك لحقوق الإنسان، فهل هناك ازدواجية أكثر من ذلك؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ازدواجية الغرب ازدواجية الغرب



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon