توقيت القاهرة المحلي 09:04:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأزهر والتكفير

  مصر اليوم -

الأزهر والتكفير

محمد سلماوي

بعكس كثيرين ممن غضبوا أو على الأقل دهشوا من موقف الأزهر الذى رفض تكفير «داعش» وأعضائه الذين يذبحون الناس باسم الإسلام، فقد سعدت كثيراً بأن وجدت الأزهر تحت قيادة العلامة الكبير الدكتور أحمد الطيب يقلع أخيراً عن سياسة التكفير التى أصَّـل لها الزعيم الإخوانى الأكبر سيد قطب، والتى مارسها الأزهر غير مرة، وكان أبرز ضحاياها فى عصرنا الحديث المفكر الإسلامى الراحل الدكتور نصر حامد أبوزيد والدكتور فرج فودة وأديب العربية الأكبر نجيب محفوظ.

فقد تغلغل فكر سيد قطب التكفيرى فى التكوين الفكرى لجماعة الإخوان منذ بداياتها، كما يتضح من الكتاب الهام الذى أصدره أخيراً حلمى النمنم والذى كتبت عنه فى الأسبوع الماضى، ومن خلال الإخوان تسرب الفكر التكفيرى إلى الأزهر فقام بعض شيوخه بمهاجمة رواية كاتب نوبل الكبير نجيب محفوظ «أولاد حارتنا» واتهمه البعض الآخر بالإلحاد باسم الأزهر الذى طالب رسمياً بحظر الرواية، كما تم تكفير نصر حامد أبوزيد وأقيمت الدعاوى القضائية لتطليقه من زوجته، فى فضيحة دولية أساءت إلى سمعة مصر ورجاحة عقل مؤسساتها الدينية، مثلما أساء التقرير الذى صدر عن الأزهر حول رواية محفوظ إلى مناخ الحرية والتقدم فى مصر، وهى من الدول التى ساهمت فى صياغة وثيقة حقوق الإنسان ذاتها.

وقد روى لى الأستاذ نجيب محفوظ أن حسن صبرى الخولى، رئيس هيئة الاستعلامات الأسبق، الممثل الشخصى للرئيس جمال عبدالناصر فيما بعد، عرض عليه أن يلتقى فى مكتبه بشيوخ الأزهر «الغاضبين» فى محاولة لتسوية الخلاف بينهما، فوافق محفوظ على الفور قائلاً إنه لا يحب أن يغضب الأزهر، وذهب بالفعل فى الموعد المحدد إلى مكتب الخولى، لكن شيوخ الأزهر الذين كانوا قد حددوا الموعد لم يحضر منهم أحد (!!!).

أما فضيحة نصر حامد أبوزيد فقد ظلت ماثلة أمام العالم بعد أن عرضت جامعة لايدن الهولندية استضافته، حيث واصل دراساته وتدريسه من هناك، هرباً من تبعات موقف الأزهر التكفيرى الذى لم يختلف كثيراً عن موقف «داعش» وأتباعه.

من أجل ذلك كله، قلت إننى سعيد بأن نبذ الأزهر أخيراً سياسة التكفير، وسأكون أكثر سعادة لو أن الأزهر رد الاعتبار إلى من قام بتكفيرهم على مدى السنوات الماضية كما فعلت الكنيسة فى القرن الـ16 مع العالم جاليليو الذى كان أول من قال إن الأرض كروية ووضع أسس علم الطبيعة الحديث.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزهر والتكفير الأزهر والتكفير



GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon