توقيت القاهرة المحلي 06:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولة الفلسطينية

  مصر اليوم -

الدولة الفلسطينية

محمد سلماوي

دُهشت حين قالت لى شخصية فلسطينية كبيرة قابلتها هنا فى أبوظبى، حيث أقوم بزيارة عمل سريعة: إن الحل الحقيقى للقضية الفلسطينية لن يكون إلا بحل السلطة الفلسطينية، قلت: إن حل السلطة هو تنازل رسمى عن الدولة الفلسطينية المستقلة! فردّ على الفور: وأين هى تلك الدولة المستقلة؟ لقد ثبت على مدى السنين وتحت مختلف الحكومات أن إسرائيل لن تسمح بها تحت أى ظرف من الظروف، وأن الأمريكان الذين أعلنوا أنهم يؤمنون بها ليسوا على استعداد لممارسة الضغوط على إسرائيل لقبولها، فهل هناك وسيلة أخرى لإقامة هذه الدولة التى تبعد فى الأفق مع كل يوم جديد؟
ثم أضاف: إن الحل الحقيقى للقضية الفلسطينية يكمن فى الدولة الديمقراطية الواحدة التى يعيش فيها الفلسطينيون، مسلمين ومسيحيين، مع اليهود، وهو ما دعت إليه أصوات فلسطينية كثيرة رفضت أن تتنازل عن أى شبر من أرض الوطن لدولة أخرى، حتى لو كانت الدولة اليهودية التى نص عليها قرار التقسيم، لكنه عجز وعجزت الأمم المتحدة التى أصدرته عن تطبيقه على أرض الواقع بإقامة الدولة الفلسطينية.
لقد رفض الفلسطينيون تقسيم وطنهم منذ البداية ومنح نصفه لمهاجرين قادمين من الخارج، ودعا بعض القادة إلى التعايش مع اليهود فى دولة واحدة غير مقسمة، لكن إسرائيل رأت فى التلويح بالدولة الفلسطينية وسيلة لعدم إدماج المواطنين الفلسطينيين فى دولتها، بينما شرعت فى نفس الوقت فى إدماج أراضيهم المحتلة داخل الدولة الإسرائيلية، ومع كل يوم جديد تقل مساحة ما تبقى من الأراضى المحتلة، ضماناً لعدم وجود أرض تقوم عليها الدولة الفلسطينية فيما لو حدثت المعجزة ورئى إقامتها.
ثم قال: إن حل الدولة الديمقراطية الواحدة هو الحل الأمثل، وهو أيضاً الحل العملى الوحيد، ولقد نجح فى جنوب أفريقيا، ولم يسعَ العالم لتقسيمها إلى دولة للبيض وأخرى للسمر.
قلت: لكن جنوب أفريقيا عانت كثيراً من التفرقة ومن نظام الأبارتايد بين البيض والسود، وهو ما سيتعرّض له الفلسطينيون داخل الدولة الواحدة.
فقال: بل هم يتعرضون الآن لما هو أسوأ من ذلك لأن مبدأ المواطنة لا ينطبق عليهم، وأنا لا أشك فى أن الدولة الواحدة ستعانى من نظام الأبارتايد لفترة ما، لكن كما حدث فى جنوب أفريقيا سيضطر اليهود فى النهاية للتعايش مع الفلسطينيين، باعتبارهم شركاء فى الوطن لا يمكن تجاهلهم أو استبعادهم.
سكت ولم أنطق، لكنه كسر الصمت قائلاً: إن عدد الفلسطينيين يزيد على عدد اليهود، وهو آخذ فى التزايد، إننى أرى أنه سيكون لنا فى المستقبل القريب رئيس وزراء فلسطينى يحكم إسرائيل بأغلبية واضحة، فما حاجتنا إلى تلك السلطة التى فشلت فيما قامت من أجل تحقيقه، وهو إقامة الدولة المستقلة التى تزداد استحالة إقامتها مع كل يوم جديد؟!
"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة الفلسطينية الدولة الفلسطينية



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon