توقيت القاهرة المحلي 08:52:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السياسة والثقافة

  مصر اليوم -

السياسة والثقافة

محمد سلماوي

عانينا طويلاً من ذلك الانقطاع غير الطبيعى بين السياسة والثقافة، الذى جعل السلطة السياسية تُقصى رجال الفكر والأدب والثقافة لعقود طويلة، ولا تلتقى بهم إلا فى المناسبات الاحتفالية، بينما وجدنا فى كل مراحل الانتعاش أن السلطة الحاكمة تتفاعل بالحوار والنقاش والمشاورة مع الفكر والثقافة، فوجدنا ديجول فى فرنسا يجلس إلى جواره الكاتب الكبير أندريه مالرو، وفيلى برانت فى ألمانيا يجلس إلى جواره كاتب نوبل جونتر جراس.

ونحن فى مصر الآن أمام رئيس يؤمن بدور الثقافة والمثقفين فى صناعة نهضة مصر، ويؤمن بأن قيمة الحاكم تتصل بمستوى الثقافة التى تحيط به، وقد سُـئل فى لقائنا الأخير عن مقولته بأن عبدالناصر كان محظوظاً، فقال: نعم، ففى عصره كانت التى تغنى هى أم كلثوم، والذى يكتب هو توفيق الحكيم، والتى تمثل هى فاتن حمامة.

من منطلق هذا الإيمان بدور الثقافة التى وصفها الرئيس بـ«القوة الناعمة التى صنعت مجد مصر على مر العصور»، كانت الدعوة الكريمة للقاء الأدباء والمثقفين أمس الأول فى اجتماع دام قرابة الـ5 ساعات تخللتها استراحة لمدة 15 دقيقة.

وقد عجبت أن تعاملت الصحافة والإعلام مع هذا الاجتماع وكأنه مؤتمر صحفى، فاهتمت فقط بما صرح به الرئيس خلال الاجتماع بينما اختار الرئيس أن يمضى الوقت الأكبر من الاجتماع فى الاستماع إلى أفكار المثقفين وآرائهم، ورغم أنه كانت للرئيس تصريحات غاية فى الأهمية فى مختلف الموضوعات التى طرحت، إلا أنها جاءت كلها رداً على استفسارات الحضور، ولم تستغرق إلا ثلث الاجتماع على أكثر تقدير، حيث بدا الرئيس سعيداً بما يسمعه، يتفق معه فى بعض الأحيان ويختلف فى أحيان أخرى، ويناقش ضيوفه بعمق فى هذا الحوار الفكرى النادر.

ولقد أعجبنى حرص الرئيس على دعوة الشباب لهذا الاجتماع، فكان هناك من بين حوالى 20 من كبار الأدباء والمثقفين أربعة من جيل الشباب، هم: أحمد مراد، وطارق أمين، ومحمد صلاح العزب، ومحمد الفخرانى، وقد حرص الرئيس على الاستماع إليهم، فبعد أن أكمل الكبار حديثهم دعا الرئيس الشباب إلى الحديث قائلاً: «نستمع الآن إلى الشباب».

وقد خرج الحضور مطمئنين تماماً على مستقبل مصر فى ظل قيادة رجل يقدّر قيمة الفكر ويتواصل مع أصحابه فى تلاحم صحى بين السياسة والثقافة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة والثقافة السياسة والثقافة



GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

توقعات عالية... صدمات مؤلمة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon