توقيت القاهرة المحلي 17:42:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«داعش».. لماذا؟

  مصر اليوم -

«داعش» لماذا

محمد سلماوي

نسب إلى إدوارد سنودن، الذى فرّ إلى روسيا بكمية من أخطر وثائق وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أن أبوبكر البغدادى زعيم داعش الإرهابى تلقى تدريبه على يد جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد»، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات البريطانية.
وإذا صح هذا الكلام الذى نشرته، أمس، وكالة الأنباء الإيرانية، فإن هذا يذكرنا بتنظيم «القاعدة» الذى تلقى أفراده تدريبهم على يد المخابرات المركزية الأمريكية أيضا حين كانت الولايات المتحدة تطلب من الدول الإسلامية إرسال شبابها لمحاربة القوات السوفيتية فى أفغانستان، وهى الدعوة التى استجابت لها مصر والسعودية وغيرهما، ثم عادت هذه العناصر الإسلامية المتشددة بعد أن تلقت تدريبات القتال إلى بلادها لتمارس نشاطها الإرهابى، ومنها تكون تنظيم القاعدة، ووقتها قيل إن السحر انقلب على الساحر وإن الولايات المتحدة تجنى ثمار ما زرعته.

لكن ها هى الولايات المتحدة تمارس نفس اللعبة مرة أخرى بتشكيل تنظيم إرهابى جديد، بعد تفكيك القاعدة وقتل زعيمه أسامة بن لادن، ومما يثبت العلاقة الوثيقة بين «داعش» ومخابرات الدول التى دربته أن إسرائيل لم تنزعج على الإطلاق لقيام هذا التنظيم، ولم تسارع للشكوى أمام العالم من أنها مهددة، بل إن مسؤولى التنظيم أعلنوا رسميا - كما أوضحت فى مقالى أمس - أن القرآن الكريم لا يطالبهم بمحاربة إسرائيل!! من ناحية أخرى، فقد أعلن أخيراً السياسى الأمريكى الذى كان مرشحا للرئاسة جون ماكين أن الضربة المقبلة لتنظيم «داعش» بعد العراق وسوريا ستكون فى الأردن، وهو ما يشير إلى الصلة الوثيقة التى تربط التنظيم بالولايات المتحدة، بحيث يستطيع الساسة ذوو النفوذ الإعلان عن خطوات التنظيم قبل حدوثها، أو ربما توجيه التنظيم لاتخاذ تلك الخطوات.

والسؤال الذى يتبادر على الفور إلى الذهن هو: ما هى مصلحة الدول التى يقال إنها المسؤولة عن قيام التنظيم ودعمه؟ وإذا وضعنا مصر وما حدث فيها خلال العام الماضى فى الصورة اتضح لنا سبب دعم هذه الدول لمثل هذا التنظيم الإرهابى، فقد أسقط الشعب المصرى حكم الإخوان الذى كانت الولايات المتحدة وإسرائيل قد ارتاحتا لاستجابته الكاملة لمخططاتها فى المنطقة، ثم جاءت 30 يونيو فأطاحت بكل ذلك، وليس من قبيل الصدفة أن ينشر فى الصحف الأمريكية منذ أيام أن وجود مرسى فى السلطة كان يمكن أن يحل أزمة غزة الحالية، وما تقصده الصحف الأمريكية بذلك ليس أن مرسى كان سيجعل إسرائيل توقف هجومها على غزة، فهذا لا يعنى الولايات المتحدة، وإنما أنه كان سيجعل حماس توقف إطلاق صواريخها على إسرائيل، فقد فعل مرسى ذلك سابقا، وجعلها لأول مرة توقع اتفاقا مكتوبا بعدم التعرض لإسرائيل، وبما أن عودة مرسى غير ممكنة الآن فإن البديل يكون بتطويق مصر عن طريق دول الجوار من العراق وسوريا والأردن إلى ليبيا والسودان بهذا التنظيم الإرهابى الجديد الذى قد يكون أشد خطرا من الإخوان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» لماذا «داعش» لماذا



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon