توقيت القاهرة المحلي 21:35:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دستور يا سيادنا!

  مصر اليوم -

دستور يا سيادنا

محمد سلماوي

أعجب كل العجب من النقاش الدائر الآن حول قيام رئيس الجمهورية بتأسيس حزب خاص به يخوض الانتخابات البرلمانية التى باتت الآن على الأبواب، وكأن الرئيس يجب أن يكون رئيساً ونائباً بالبرلمان، ورئيساً للوزراء أيضاً، باعتبار أن الأغلبية الحزبية داخل البرلمان وفق الدستور الجديد هى التى ستشكل الوزارة.

إن مثل هذا التفكير يتجاهل تماماً أن هناك ثورتين قامتا فى البلد لنفس هذ السبب الذى يطالب به دعاة تأسيس حزب رئاسى، وهو سيطرة الرئيس على السلطتين التنفيذية والتشريعية معاً، وهو ما عانينا منه عقوداً طويلة.

كما يتجاهل هؤلاء أن تجربة حزب السلطة فشلت فى الماضى، بل كانت من أهم أسباب تعطل التجربة الديمقراطية، حيث جعلت أحزابنا السياسية أحزاباً كرتونية لا قوام لها ولا جذور فى المجتمع، فالحزب الذى ينشأ فى السلطة، مثل حزب الوسط وحزب مصر والحزب الوطنى الديمقراطى، يصبح هو الأداة السياسية الفاعلة، وما عداه من أحزاب أو قوى سياسية لا حول لها ولا قوة، فهل نريد أن نعيد هذه التجربة؟

أنا أفهم أن يدعو البعض الرئيس إلى أن يقود تحالفاً سياسياً يخوض الانتخابات، كما اقترح الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حديثه التليفزيونى الأخير، لكن الدعوة لإنشاء حزب للرئيس هى إجهاض لثورتى 25 يناير و30 يونيو معاً، وقد قامتا لكسر احتكار رئيس الجمهورية لأدوات العمل السياسى.

على أن المصيبة الكبرى فيما يدعو إليه البعض هى غياب الدستور تماماً عن فكر من يتحدثون بمثل هذا الحديث، وتلك ظاهرة خطيرة، فالدستور ينص صراحة فى المادة (140) منه على أنه «لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يشغل أى منصب حزبى طوال مدة الرئاسة»، وكان ينبغى أن يكون هذا حاضراً فى ذهن من يدعون لتكوين حزب للرئيس، لكنى دهشت فى لقاء الرئيس الأخير بالكتّاب والمثقفين، أنه إزاء عدم تحمس الرئيس لفكرة تكوين حزب خاص به، أن سأله أحد الحضور: ما الذى يمنع من أن يكون للرئيس حزب؟ فقلت على الفور ودون أن أطلب الإذن بالكلام: الدستور يمنع.

يا سادة، الأحزاب لا تنشأ فى السلطة وإنما فى الشارع ومن بين الناس، والدستور الذى أقره الشعب بأغلبية غير مسبوقة يحظر ذلك بشكل واضح، فالتزموا بالدستور يا سيادنا وكفانا إهداراً لمواده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دستور يا سيادنا دستور يا سيادنا



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon