توقيت القاهرة المحلي 05:59:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيد قطب يحكم

  مصر اليوم -

سيد قطب يحكم

محمد سلماوي

الآن وقد وصلنا إلى الأيام الأخيرة من عام 2014 أستطيع أن أؤكد أن كتاب حلمى النمنم «سيد قطب: سيرة التحولات»، الذى أصدرته دار «الكرمة» للنشر، من أهم الكتب التى صدرت هذا العام، إن لم يكن أهمها على الإطلاق.

فعلى مدى 281 صفحة يقدم المؤلف دراسة شيقة وعميقة فى آن واحد للتاريخ الفكرى لواحد من أهم الشخصيات التى أثرت فى حياتنا منذ أواسط القرن الماضى، وهو سيد قطب، الذى بدأ حياته شاعراً وناقداً أدبياً، وتخبطت حياته ما بين المواقف الفكرية المتناقضة إلى أن انتهى على حبل المشنقة مدانا فى قضية سياسية.

ويرصد حلمى النمنم بدقة الباحث تحول سيد قطب من عالم الأدب، الذى انقلب عليه، إلى الماسونية التى جاهر بها فى مقاله الشهير «لماذا صرت ماسونياً؟»، والتى انقلب عليها هى الأخرى ليصبح إسلامياً تكفيرياً، كما يرصد تطرفه نحو الشيعة ثم تحوله عنهم، إلى فكر الخوارج الذين قتلوا على بن أبى.

وقد يرى البعض فى ذلك التنوع الفكرى ثراء يحمد عليه صاحبه، فحين يقال إن أحد أكبر المفكرين الدينيين يكتب الشعر فهذا يعنى أنه مفكر موسوعى، تتنوع معارفه وتتشعب اهتماماته، لكن ذلك فى حالة سيد قطب، كما يتضح من الكتاب، تخبط وتطرف من النقيض إلى النقيض، وهو ما يشير إلى بنية فكرية مرتعشة تحتمى بالتشدد لتخفى ضعفها وترددها.

وفى هذا الكتاب القيم يثبت المؤلف زيف بعض الأقوال التى ذاعت عن سيد قطب فصارت الآن من المسلمات، مثل القول بأنه أول من لفت النظر إلى نجيب محفوظ وكتب عنه، ومثل أنه تحول إلى الفكر الإسلامى بعد أن عايش الانحلال الخلقى أثناء رحلته إلى الولايات المتحدة، ومثل أنه دعا إلى العنف على أثر التعذيب الذى تعرض له فى سجون عبدالناصر، ويثبت الكتاب من خلال الوقائع التاريخية أن تلك كلها أكاذيب كان يروج لها من يدينون بالولاء الفكرى لسيد قطب ويؤمنون بفكره التكفيرى الهدام.

أما تغلغل هذا الفكر فى الأيديولوجية السياسية لجماعة الإخوان، فهو أهم ما فى هذا الكتاب الذى يثبت بالبحث والدراسة أن الإخوان لم يبرحوا فكر سيد قطب التكفيرى فى أى وقت من تاريخهم، سواء وهم يمارسون التفجيرات والاغتيال، أو وهم يعلنون نبذ العنف، بل هو يثبت أن طغمة الإخوان التى حكمت مصر خلال السنة التى انتخب فيها محمد مرسى رئيساً كانت كلها من أتباع سيد قطب، والمتشيعين له، من محمد بديع، المرشد العام، إلى نائبه الأول خيرت الشاطر إلى محمد مرسى نفسه، فهذا الكتاب هو دراسة لا غنى عنها لفكر الرجل الذى كان يحكمنا خلال فترة تولى الإخوان، والذى مازال فكره يتحكم فى حركات ما يسمى بالإسلام السياسى. (يتبع)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيد قطب يحكم سيد قطب يحكم



GMT 05:07 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

بدايات

GMT 05:03 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

عبير الكتب: طه حسين والفتنة الكُبرى

GMT 05:01 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

حرب السودان... كيف قلب الجيش الموازين؟

GMT 04:58 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

انتهت وظيفة السلاح اللاشرعي

GMT 04:53 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

مفاهيم فلسفية وتحديات سياسية

GMT 04:51 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

مشهد الساحل السوري له خلفية

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:53 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

خبير مفرقعات يفجر مفاجأة حول حادث محطة مصر

GMT 19:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

كواليس الليلة الأخيرة لـ"عروس العياط" ضحيّة برودة الطقس

GMT 10:23 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

"THAT House" بيت زجاجي معاصر بديكور داخلي مذهل

GMT 02:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

نشوى مصطفى تؤكّد أنها تعشق التسوق في المولات

GMT 19:53 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

تحذيرات من ثوران بركان"فوجي" في طوكيو

GMT 22:40 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

شركة " PayPal" تفعّل الدفع الإلكتروني لأجهزة سامسونج

GMT 14:22 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

سموحة مهتم بالتعاقد مع بانسيه لاعب المصري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon