توقيت القاهرة المحلي 10:11:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطب يقتل محفوظ

  مصر اليوم -

قطب يقتل محفوظ

محمد سلماوي

.. ويتعرض حلمى النمنم فى كتابه المهم عن «سيد قطب: سيرة التحولات» الصادر عن دار «الكرمة» للنشر، إلى علاقة سيد قطب وأديب العربية الأكبر نجيب محفوظ، خاصة تلك المقولة غير الصحيحة بأن سيد قطب هو أول من اكتشف موهبة محفوظ الدفينة وأنه تنبأ له بالفوز بجائزة نوبل قبل أن يحصل عليها بأكثر من نصف قرن.

وتأتى كل معلومات حلمى النمنم فى هذا الكتاب موثقة تاريخياً، فهو لا يقدم مقولة ما إلا مقرونة بالأسانيد التى تثبت صحتها، وفى حالة محفوظ يعتمد «النمنم» على رسائل أكاديمية تعرضت لعلاقة سيد قطب بأدب نجيب محفوظ وأثبتت بالدليل القاطع عدم صحة هذه المقولة، حيث سبقه إلى ذلك نقاد آخرون قبل أن ينقلب سيد قطب على عالم الأدب برمته ويقلع عن كتابة الشعر، أما التنبؤ بجائزة نوبل فلم يرد فى أى من كتابات سيد قطب، وإنما قيل ذلك لأول مرة بعد سنوات وبعد أن ذاع صيت أديب «الثلاثية» حين صرح العقاد بأن الروائى الأمريكى جون شتاينبك الذى كان قد فاز بجائزة نوبل ليس أفضل الروائيين فى العالم، وأن لدينا فى مصر من ينافسونه ويستحقون الفوز بنوبل مثل نجيب محفوظ، وفى ذلك الوقت كان سيد قطب قد اتجه إلى التكفيرية الإسلامية ولم يعد يكتب فى الأدب على الإطلاق.

وقد روى لى الأستاذ نجيب، الذى كان يشعر دائماً بالامتنان لكل من اهتم بأدبه، أنه ذهب لزيارة سيد قطب بعد عودته من الولايات المتحدة «فى حلوان على حسب ما أذكر»، لكنه ذهل بأن وجد نفسه أمام رجل آخر تماماً غير ذلك الناقد المحب للأدب والشعر الذى عرفه فى السابق، وكانت تلك هى آخر مقابلة لمحفوظ مع سيد قطب.

على أن حلمى النمنم يثبت فى كتابه أن تلك لم تكن آخر مرة تجمع فيها الأقدار بين الرجلين، فهو يؤكد بالدلائل والبراهين دائماً أن محاولة اغتيال نجيب محفوظ فى نوفمبر 1994 كان وراءها بطريق غير مباشر ذلك الرجل الذى قيل إنه أول من امتدح محفوظ وأدبه، ذلك أن الذى أصدر فتوى اغتيال محفوظ هو الشيخ الكفيف الذى يعيش فى الولايات المتحدة الآن عمر عبدالرحمن الذى كان ومازال أحد أكبر أتباع الفكر التكفيرى لسيد قطب.

ويمتد فكر سيد قطب وتأثيره واسع الانتشار - كما يرصده حلمى النمنم فى كتابه - ليتحكم فى كل جماعات الإسلام السياسى، كما نعرفها اليوم، وفى مقدمتها بالطبع طغمة الإخوان التى حكمت مصر خلال عام كامل معتمدة على ذلك الفكر المعوج الذى أساء إلى الإسلام كما لم يحدث من قبل

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطب يقتل محفوظ قطب يقتل محفوظ



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon