توقيت القاهرة المحلي 11:05:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نواجه العالم؟

  مصر اليوم -

كيف نواجه العالم

محمد سلماوي

على من تقع مسؤولية الموقف الصعب الذى ستواجهه مصر اليوم، فى الأمم المتحدة بجنيف، حيث تنعقد الجلسة الخاصة بمساءلة مصر حول مدى التزامها بحقوق الإنسان؟

الحقيقة أنها مسؤولية تضامنية، تقع على أجهزة الدولة المعنية بالأمن، والتى تقف اليوم فى قفص الاتهام فى جنيف، كما تقع أيضا على الأجهزة الرسمية المعنية بالإعلام الخارجى وعلى منظمات حقوق الإنسان المحلية، التى ظلت طوال السنوات الماضية تركز على محاسبة الحكومة على أدائها، وهو لا شك من صميم عملها، لكنها أهملت ما وجدته من مغالطات بعضها مقصود وبعضها غير مقصود من منظمات حقوق الإنسان الأجنبية، وقد كان على منظماتنا المحلية أن تتعامل بالشرح الواجب حول ما ترى أنه مخالف للواقع، كما رصدته هى فى الداخل، وقد طالعنا تصريحات بهذا المعنى فى صحفنا المحلية، لكننا لم نسمع أن أياً من هذه المنظمات قد خاطب المنظمات الأجنبية ليواجهها بالحقيقة.

أما عن الأجهزة الرسمية المختصة بالإعلام الخارجى، فتأتى فى مقدمتها الهيئة العامة للاستعلامات، والحقيقة أنه آن الأوان أن نفتح ملف هذه الهيئة التى تنفق الملايين من ميزانية الدولة دون أن يكون لها المردود المرجو على الساحة الدولية، ويكفى أن نعرف أن ميزانية الهيئة تصل إلى حوالى 360 مليون جنيه سنوياً يذهب منها مبلغ 300 مليون جنيه بالتمام والكمال لمرتبات العاملين بها، وهو ما يعرف فى الميزانيات الحكومية باسم الباب الأول، ولا تنفق الهيئة على النشاط الذى أنشئت من أجله إلا 60 مليون جنيه فقط. أى حوالى 16٪ من الميزانية، ومن بين قواعد البيروقراطية الحكومية أنك لا تستطيع أن تنقل أى مبلغ فى الميزانية من باب إلى باب، بمعنى أنه لو توفر للهيئة مبلغ مليون جنيه مثلاً من الباب الأول، أى من مرتبات العاملين بها لأى سبب كان، سواء بخروجهم إلى المعاش أو باستقالتهم أو غير ذلك، فالهيئة لا تستطيع أن تنفق هذا المبلغ على نشاطها، وإنما هو يعود بالكامل إلى خزانة الدولة، بل الأدهى من ذلك هو أن ميزانية الهيئة فى العام التالى تأتى أقل بمبلغ المليون جنيه الذى توفر.

ولقد أدركت الدولة ضعف أداء هيئة الاستعلامات منذ فترة، وحاولت بعد الثورة إصلاحها، لكنها للأسف لجأت إلى حل حكومى صرف لا يقل بيروقراطية عن العقلية التى تسببت فى ضعف أداء الهيئة، وهو أنها ألحقت تبعية الهيئة برئاسة الجمهورية، متصورة أن ذلك يجعلها تعمل بكفاءة، لكن الهيئة ظلت على حالها دون تغيير، لأن ما تحتاجه هو إعادة النظر فى أسلوب عملها ذاته، وفى مستوى العاملين بها، ومنهم الجيد بلا شك، لكن منهم أيضا من نراهم فى زياراتنا للخارج ونشاهد بأنفسنا أداءهم القاصر.

وإذا كان هذا حالنا فكيف سنواجه العالم اليوم فى جنيف، بعد أن أخفقنا فى مواجهته طوال السنوات الماضية؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نواجه العالم كيف نواجه العالم



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon