توقيت القاهرة المحلي 03:55:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نواجه العالم؟

  مصر اليوم -

كيف نواجه العالم

محمد سلماوي

على من تقع مسؤولية الموقف الصعب الذى ستواجهه مصر اليوم، فى الأمم المتحدة بجنيف، حيث تنعقد الجلسة الخاصة بمساءلة مصر حول مدى التزامها بحقوق الإنسان؟

الحقيقة أنها مسؤولية تضامنية، تقع على أجهزة الدولة المعنية بالأمن، والتى تقف اليوم فى قفص الاتهام فى جنيف، كما تقع أيضا على الأجهزة الرسمية المعنية بالإعلام الخارجى وعلى منظمات حقوق الإنسان المحلية، التى ظلت طوال السنوات الماضية تركز على محاسبة الحكومة على أدائها، وهو لا شك من صميم عملها، لكنها أهملت ما وجدته من مغالطات بعضها مقصود وبعضها غير مقصود من منظمات حقوق الإنسان الأجنبية، وقد كان على منظماتنا المحلية أن تتعامل بالشرح الواجب حول ما ترى أنه مخالف للواقع، كما رصدته هى فى الداخل، وقد طالعنا تصريحات بهذا المعنى فى صحفنا المحلية، لكننا لم نسمع أن أياً من هذه المنظمات قد خاطب المنظمات الأجنبية ليواجهها بالحقيقة.

أما عن الأجهزة الرسمية المختصة بالإعلام الخارجى، فتأتى فى مقدمتها الهيئة العامة للاستعلامات، والحقيقة أنه آن الأوان أن نفتح ملف هذه الهيئة التى تنفق الملايين من ميزانية الدولة دون أن يكون لها المردود المرجو على الساحة الدولية، ويكفى أن نعرف أن ميزانية الهيئة تصل إلى حوالى 360 مليون جنيه سنوياً يذهب منها مبلغ 300 مليون جنيه بالتمام والكمال لمرتبات العاملين بها، وهو ما يعرف فى الميزانيات الحكومية باسم الباب الأول، ولا تنفق الهيئة على النشاط الذى أنشئت من أجله إلا 60 مليون جنيه فقط. أى حوالى 16٪ من الميزانية، ومن بين قواعد البيروقراطية الحكومية أنك لا تستطيع أن تنقل أى مبلغ فى الميزانية من باب إلى باب، بمعنى أنه لو توفر للهيئة مبلغ مليون جنيه مثلاً من الباب الأول، أى من مرتبات العاملين بها لأى سبب كان، سواء بخروجهم إلى المعاش أو باستقالتهم أو غير ذلك، فالهيئة لا تستطيع أن تنفق هذا المبلغ على نشاطها، وإنما هو يعود بالكامل إلى خزانة الدولة، بل الأدهى من ذلك هو أن ميزانية الهيئة فى العام التالى تأتى أقل بمبلغ المليون جنيه الذى توفر.

ولقد أدركت الدولة ضعف أداء هيئة الاستعلامات منذ فترة، وحاولت بعد الثورة إصلاحها، لكنها للأسف لجأت إلى حل حكومى صرف لا يقل بيروقراطية عن العقلية التى تسببت فى ضعف أداء الهيئة، وهو أنها ألحقت تبعية الهيئة برئاسة الجمهورية، متصورة أن ذلك يجعلها تعمل بكفاءة، لكن الهيئة ظلت على حالها دون تغيير، لأن ما تحتاجه هو إعادة النظر فى أسلوب عملها ذاته، وفى مستوى العاملين بها، ومنهم الجيد بلا شك، لكن منهم أيضا من نراهم فى زياراتنا للخارج ونشاهد بأنفسنا أداءهم القاصر.

وإذا كان هذا حالنا فكيف سنواجه العالم اليوم فى جنيف، بعد أن أخفقنا فى مواجهته طوال السنوات الماضية؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نواجه العالم كيف نواجه العالم



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon