توقيت القاهرة المحلي 09:04:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليست زيارة مجاملة

  مصر اليوم -

ليست زيارة مجاملة

محمد سلماوي

لم تكن زيارة وفد القيادات الإخوانية إلى وزارة الخارجية الأمريكية زيارة مجاملة، كما ادعت المتحدثة الرسمية للوزارة، فقد حمل وفد الإخوان المكون من خمسة أشخاص ستة ملفات حرصوا على طرح موضوعاتها فى اجتماعاتهم مع الجانب الأمريكى، والتى امتدت لثلاثة أسابيع، زاروا خلالها 12 مدينة أمريكية، وفى مقدمة هذه الملفات كان ما يتعلق بحقوق الإنسان، حيث قدموا لمن قابلوهم تقارير تدعى اعتقال وسجن وقتل واغتصاب المعارضين، ليس فقط من الإسلاميين، وإنما أيضاً من الملحدين والمثليين(!!).. ويلاحظ أن من استقبلوا وفد الإخوان فى وزارة الخارجية كانوا من المسؤولين عن الملف الحقوقى بالخارجية الأمريكية.

والملف الآخر كان ملفاً اقتصادياً يشير إلى تدهور الوضع الاقتصادى فى مصر منذ سقوط الإخوان، ويدعى أن الفساد استشرى فى كل مؤسسات الدولة، ما يعنى أن أى مساعدات اقتصادية لمصر تذهب سدى، أو يستفيد منها الفاسدون وحدهم.

ثم كان هناك ملف يتعلق بالقضاء، ويتضمن اتهام القضاء المصرى بالفساد، ويدعى أنه مسيس وغير مستقل، وقد تم تسخيره لإصدار الأحكام بالسجن والإعدام على الإسلاميين وتبرئة رموز نظام مبارك.

وربما كان الملف الأهم، فيما حمله وفد الإخوان فى زيارتهم إلى الولايات المتحدة، هو ما يتعلق بتنظيم الإخوان نفسه، وقد تضمن بعض البيانات والمواقف الدولية التى تتفق مع أن الإخوان تنظيم سياسى شرعى، وأنه تم انتخابهم دستورياً، لذلك فهم مازالوا الممثلين الشرعيين للشعب، وأن مختلف فصائل الشعب المعارضة متحالفة معهم، وفى مقدمتها الشباب وعدد كبير من المنظمات الشبابية غير الحكومية.

واعتماداً على كل هذه البيانات والمعلومات المغلوطة التى حملها وفد القيادات الإخوانية إلى الولايات المتحدة، عرض الوفد مبادرة تحت اسم «من أجل العودة إلى الديمقراطية فى مصر»، تقوم على إعادة محمد مرسى إلى الحكم باعتباره الرئيس الشرعى للبلاد الذى يجب أن يكمل فترة رئاسته أولاً، ثم يلى ذلك مرحلة انتقالية لمدة سبع سنوات، يتم خلالها إعادة هيكلة مؤسسات الدولة بهدف سيادة الشعب على المؤسسات الحكومية والأمنية والعسكرية أيضاً، وهنا تنص المبادرة على أن يكون وزير الدفاع مدنياً، وألا تتخطى المناصب العسكرية رئاسة أركان الجيش، كما هو الحال فى بعض الدول الأوروبية، كما يطالب الملف بوقف المساعدات العسكرية لمصر إلى أن يتم ذلك.

والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن هو: لماذا لم يطبق الإخوان مثل هذه الأفكار العبقرية خلال فترة حكمهم التى دامت سنة كاملة؟ لماذا لم يسعوا لسيطرة الشعب على مؤسسات الدولة بدلا من سياسة الاستحواذ التى اتبعوها؟ ولماذا لم يعين مرسى، الذى أقال وزير الدفاع السابق، وزيراً مدنياً بدلاً منه؟.. إن مثل هذه المبادرة البلهاء تفقد مصداقيتها لمجرد أنها آتية ممن كان بيدهم تطبيقها ولم يفعلوا، وهى تثبت، مع بقية الملفات التى حملها الإخوان إلى الولايات المتحدة، أن زيارتهم لم تكن، كما ادعت الخارجية الأمريكية، زيارة مجاملة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست زيارة مجاملة ليست زيارة مجاملة



GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon