توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب يهدد أمن وسلامة العالم

  مصر اليوم -

ترامب يهدد أمن وسلامة العالم

بقلم : محمد سلماوي

 لا يبدو أن كوارث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ستتوقف أو تخف حدتها قبل أن يترك الرئاسة ويغادر البيت الأبيض، وآخر تلك الكوارث التى أفزعت الكثيرين داخل أمريكا وخارجها هى تنحيته مستشار الأمن القومى هربرت ريموند ماكماستر وتعيينه جون بولتون بدلا منه والمعروف بمواقفه المتطرفة لمصلحة إسرائيل وضد العرب، وهو من المؤمنين بضرورة ضرب ايران بالقنابل، ولا يرى ما يمنع من استخدام الأسلحة النووية ضد أعداء أمريكا، وقد عبر بعض المراقبين داخل الولايات المتحدة عن استيائهم لهذا الاختيار قائلين إن بولتون له موقف ايديولوجى واضح يحول دون أدائه لمهمته التى تحتم عليه تقديم مختلف البدائل للرئيس.

وكان ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية منذ عام 2003 قد وجه نقدا خطيرا للسياسة الخارجية لدونالد ترامب باعتبارها تسعى لشن الحرب على ثلاث جبهات فى نفس الوقت، هى إيران والصين وكوريا الشمالية، مما يجعل اللحظة الراهنة أخطر لحظات التاريخ الأمريكى الحديث، وقد جاء اختيار جون بولتون ليؤكد أن المواجهة ستزداد خطورة فى المرحلة المقبلة بسبب مواقف بولتون الأكثر تطرفا من ترامب على كل من هذه الجبهات.

وربما كانت أخطر أفكار بولتون هى المتعلقة بالإسلام والمسلمين الذين يتهمهم باستمرار بالإرهاب وبالعداء للغرب، وما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى حيث، أعلن أكثر من مرة تأييده المطلق لرئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف بنيامين نيتانياهو فى رفضه لحل الدولتين، فهو لا يرى هناك كيانا يسمى فلسطين، وما الهدف من المطالبة بالدولة الفلسطينية إلا مهاجمة اسرائيل وإضعاف قوتها، وهو يدعو لإلحاق الضفة الغربية بالأردن، وغزة بمصر.

ورغم مهاجمة ترامب أكثر من مرة الحرب فى العراق فإن مستشار الأمن القومى الجديد كان ومازال من أشد المؤيدين لغزو العراق، ويرى أنه كان يجب أن يتم أيضا غزو سوريا قبل سحب القوات الأمريكية من المنطقة، وإسقاط بشار الأسد كما تم إسقاط صدام حسين، ويعتبر بولتون الرمز الحى لكل ما يرفضه الرأى العام الأمريكى والعالمى فى غزو العراق، وقد صرح عام 2015 بأنه لا يزال يؤمن بجدوى الحرب على العراق، ويرى أن القرار الكارثى كان الانسحاب من العراق وليس غزوها، وأنه كان يجب على القوات الأمريكية أن تبقى فى العراق بشكل دائم.

وفى عام 2002 وقت كان وكيلا لوزارة الخارجية طالب جون بولتون الإدارة الأمريكية بضرورة غزو كوبا لنفس السبب الذى غزت به العراق، وهو امتلاك كوبا أسلحة دمار شامل، مؤكدا أن كوبا لديها أسلحة بيولوجية، وأنها قد تمد بها ليبيا وسوريا، ولما كانت تلك هى المرة الأولى التى يتهم فيها مسئول أمريكى كوبا بامتلاك أسلحة دمار شامل، فقد حاولت جريدة زنيويورك تايمزس الحصول منه على أدلة تثبت هذا الاتهام، لكنها لم تحصل منه على شيء.

ويطبق جون بولتون منطقه المتطرف والذى يؤمن بالتدخل العسكرى الأمريكى فى أى بقعة من العالم، وباستخدام السلاح بدلا من الدبلوماسية، كلما كانت هناك مصلحة لأمريكا فى ذلك من وجهة نظره، وهو يدعو للتدخل العسكرى أولا، ثم بعد ذلك يمكن بحث سبل الانسحاب أو عدم الانسحاب، وقد دعا فى عام 2011 الى ضرورة اغتيال القذافى واصفا ذلك بأنه هدف شرعى، قائلا إن الزعيم الليبى الراحل قتل مدنيين أمريكيين ولم تتم محاسبته «لذلك لا أتردد إطلاقا فى الدعوة لقتله» وفى خطاب آخر فى نفس السنة قال «إنه سيسعد إذا تم نفى القذافى خارج ليبيا، لكن الأسهل هو قتله ووضع قيادة أخرى مكانه». كذلك فهو دائم التحذير من أن تدع الولايات المتحدة فرصة شن الحرب ضد كوريا الشمالية تفلت من يدى البيت الأبيض.

أما فيما يتعلق بإيران فقد طالب بولتون أكثر من مرة بضرورة ضرب إيران، وكتب فى «نيويورك تايمز» عام 2015 مقالا بعنوان «للقضاء على قنبلة إيران، اضربوا ايران» أكد فيه أن القوة العسكرية وحدها هى القادرة على تحقيق المطلوب، وقدم خطة أثارت دهشة الكثيرين تقضى بضرب المفاعلات النووية الإيرانية وتغيير نظام الحكم الإيرانى، على غرار أسلوبنا الناجح فى تغيير الحكم فى الشرق الأوسط على حد تعبيره، وقد كانت حيثيات تلك الدعوة تتلخص فى أن نجاح إيران فى الحصول على السلاح النووى سيدفع دولا أخرى فى المنطقة للحصول عليه، ورغم أن بولتون لم يتحدث فى مقاله المذكور عن إسرائيل، إلا أن الموقف الذى دعا إليه هو نفسه موقف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو من إيران وحثه إدارات أمريكية متتالية على ضرورة ضربها، كما أن الحجة التى دفع بها بولتون لتبرير ضرب إيران تنطبق على إسرائيل التى تمتلك بالفعل السلاح النووى أكثر مما تنطبق على إيران التى مازال امتلاكها للسلاح النووى موضع خلاف، فما من شك أن الترسانة النووية الإسرائيلية تثير المخاوف فى المنطقة، ويمكن أن تدفع جيرانها الى السعى لامتلاك السلاح النووى، لكن بولتون لم يذكر إسرائيل من قريب أو بعيد، وكأن خطر امتلاك السلاح النووى لا ينطبق عليها، بل لقد وصل به حد التهور لأن يطالب إسرائيل صراحة باستخدام سلاحها النووى ضد إيران، ففى محاضرة له فى جامعة شيكاغو عام 2009 قال إنه «ما لم تكن إسرائيل على استعداد لاستخدام السلاح النووى ضد البرنامج النووى الإيرانى، فإن إيران ستمتلك السلاح النووى فى المستقبل القريب» وقد كانت تلك هى المرة الوحيدة التى تدعو فيها أى جهة فى العالم إحدى الدول لاستخدام السلاح النووى ضد دولة أخرى، فى الوقت الذى يدعو الجميع للامتناع عن استخدام ذلك السلاح المدمر، والذى تمتد آثاره إلى خارج حدود الدول المستهدفة، ناهيك عن انتهاك مثل هذا العمل المتهور وغير المسئول لجميع القوانين والأعراف الدولية.

ويؤخذ على جون بولتون أنه دائم الاتصال بمسئولى المخابرات الإسرائيلية «الموساد» دون الحصول على إذن مسبق من وزارة الخارجية الأمريكية كما تقضى القوانين الأمريكية. هذه بعض أفكار ومواقف الرجل الذى اختاره دونالد ترامب مستشارا للأمن القومى الأمريكى والذى يهدد به فى الحقيقة ليس الأمن القومى الأمريكى وحده، وانما أمن وسلامة العالم أجمع.

نقلاً عن الآهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يهدد أمن وسلامة العالم ترامب يهدد أمن وسلامة العالم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon