توقيت القاهرة المحلي 16:08:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاثة كتب فى المعرض

  مصر اليوم -

ثلاثة كتب فى المعرض

بقلم - محمد سلماوي

 إذا ذهبت إلى معرض الكتاب الذى فتح أبوابه للجمهور أمس السبت فلا تخرج منه قبل أن تشترى ثلاثة كتب أجدها من أهم ما صدر أخيرا على اختلاف مجالاتها، وأولهما كتاب لن تجده فى الأسواق فهو يطرح لأول مرة فى المعرض، وعنوانه هو «ملكات مصر» لعالم المصريات القدير وزير الآثار الأسبق الدكتور ممدوح الدماطى، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأكثر ما يفاجئك فى الكتاب هو عدد الملكات اللاتى ساهمن فى صناعة التاريخ المصرى، سواء فى الحقبة الفرعونية، القديم منها والوسيط والحديث، أو فى الفترة البطلمية على امتداد سنواتها الـ 300، أو فى مصر الإسلامية، حيث يقدم لنا الكتاب ما لا يقل عن 20 ملكة، فيبدأ بمريت-نيت التى حكمت مصر بعد وفاة زوجها الملك واجيت فكانت أول سيدة تحكم بلادها فى تاريخ البشرية جمعاء، وقد حكمت مصر لمدة عشر سنوات كاملة من عام 2939 قبل الميلاد الى عام 2929 ق. م.، وحين كبر ابنها دن وتولى حكم البلاد انسحبت من مقدمة المشهد السياسى مكتفية بمشاركته الحكم باعتبارها الملكة الأم، وينتهى بالسلطانة شجر الدر فاتحة العصر المملوكى فى القرن الـ 13 التى وجهت الجيش بعد وفاة زوجها الصالح نجم الدين وانتصرت على القوات الصليبية لملك الفرنجة لويس التاسع، وما بين هذه وتلك يقلب المؤلف صفحات التاريخ ليكشف لنا أمجاد المرأة المصرية التى أدارت دفة الأمور بقوة واقتدار، وأيضا بحكمة ودهاء.

نقلا عن الأهرام القاهرية

وهناك فى تاريخ مصر من الملكات من جلسن على العرش الى جوار أزواجهن من الملوك فدعمنه وقدمن له المشورة وعضضن من قوته، لكن هناك أيضا من الملكات من حكمت كل منهن منفردة واتخذت لنفسها ألقاب الفراعين الرجال، وكان حكم الكثيرات منهن فترات نمو وازدهار. والكتاب مملوء بالحقائق التى لم يتوقف عندها المؤرخون كثيرا، فعند ذكر اسم كليوباترا غالبا ما نذكر واحدة منهن فقط وهى كليوباترا السابعة التى خلدها المؤرخون القدماء والأدباء والشعراء من كل عصر بسبب غرامياتها الشهيرة مع أقوى أباطرة عصرها من الرومان، متناسين قدراتها السياسية الفذة، وإدارتها الحكيمة لمختلف أمور البلاد، ودهاءها الأسطورى فى مواجهة روما القوة العظمى فى ذلك العصر، إلا أن الدكتور الدماطى يبرز لنا فى هذا المرجع أهمية كليوباترا الأولى مثلا، ابنة ملك سوريا، وكيف كانت سببا فى حالة الوفاق التى سادت بين مصر وسوريا بعد سنوات من الصراع، وذلك حين تزوجت وهى فى العاشرة من عمرها من بطليموس الخامس وريث العرش المصرى والذى كان فى الـ16 من عمره، كما كانت سببا أيضا للعداء الذى احتدم من جديد بين البلدين حين تم إقصاؤها. أما نفرتيتى مليكة أمنحتب الرابع أو أخناتون فى الأسرة الـ18، فيثبت لنا المؤلف أنها لم تكن فقط زوجة الفرعون وصاحبة النفوذ المعروف فى مملكته، وانما يشير إلى احتمال أن تكون قد حكمت البلاد منفردة لمدة لا تقل عن عام بعد وفاة أخناتون، وربما كانت هى نفسها الفرعون الذى حمل اسم سمنخكارع. وفى النهاية فإن كتاب «ملكات مصر» يؤكد بالحقائق التاريخية، أن قضية تمكين المرأة ليست وليدة عصر الحضارة الغربية الحديثة التى صدرت لنا حركات تحرر المرأة التى نعرفها اليوم، وإنما كانت قضية أساسية طوال التاريخ المصرى الذى امتد آلاف السنين، انتصرت فيها المرأة فى بعض العصور وانهزمت فى عصور أخرى.

أما الكتاب الثانى فهو «كيرياليسون» للكاتب الصحفى حمدى رزق الذى كتبه فى محبة الأقباط وقد صدر فى سلسلة الكتاب الذهبى لروز اليوسف، وهو يقدم لنا صفحات مهمة من تاريخنا المعاصر، ومن بينها لقطة ذات مغزى تعددت أطرافها لكن أيا منهم لم يكتبها الى أن نقلها لنا حمدى رزق فى كتابه، وهى واقعة أول لقاء عقده الرئيس الإخوانى محمد مرسى مع رؤساء تحرير الصحف بعد 48 ساعة فقط من توليه الحكم، وهو اللقاء الذى واجه فيه حمدى رئيس الجمهورية بشجاعة ليسأله بلا مهابة عن دستورية موقع مرشد الإخوان من الحكم، وهو الموقع الذى سمح له بالتحكم فى كل قرارات الدولة، وقد سبق حمدى رزق الثورة التى خرجت بعد ذلك بسنة والتى لم تهتف بسقوط مرسى بقدر ما هتفت بسقوط حكم المرشد. ومن أهم ما فى الكتاب تتبعه الدقيق لطائفية الإخوان وتعصبهم ورصده لعلاقتهم الوثيقة بالإرهاب منذ نشأتهم، حيث يعود الى كتابات حسن البنا السرية وليس خطاباته العلنية، كذلك يتطرق المؤلف الى وضع السلفيين الذى مازال ملتبسا، حيث يتمتعون بحرية نشر أفكارهم المتطرفة التى عادة ما تؤدى بأصحابها فى النهاية الى العنف والإرهاب، وكما سأل حمدى رزق بشجاعة الرئيس مرسى عن وضع المرشد غير المقبول فى الدولة، فهو فى هذا الكتاب يتساءل بنفس الشجاعة عن وضع السلفيين فى مجتمع ما بعد ثورة 30 يونيو.

ثم يأتى الكتاب الثالث الذى يحمل عنوان «الثورة العميقة» وهو للصحفى محمد شعير مساعد رئيس تحرير «الأهرام»، وقد صدر عن منشورات بتانة، وينبغى أولا الإشارة الى اختياره هذا العنوان الدال والمبتكر لكتابه الذى يجيب فيه على أسئلة كثيرة تشغل بال الناس حول ثورة 25 يناير، وهل كانت بالفعل ثورة؟ وهل ننحاز لها أم لثورة 30 يونيو؟ وبماذا أتت لنا هذه أو تلك؟ أى هل غيرت أى منهما من حياتنا؟ وهل تحققت أهداف الواحدة أو الأخرى؟ ثم أخيرا هل هناك بعد كل هذا أمل فى المستقبل؟ إن جزءا من عبقرية العنوان الذى اختاره شعير لكتابه أنه عنوان يجيب بشكل غير مباشر عن كل هذه الأسئلة، وإن كان الكاتب يؤكد فى النهاية أن إجابة السؤال الأخير تعتمد علينا نحن، فالفصل الأخير من الكتاب هو دعوة لأن نصنع الأمل سويا، وعنوانه هو «المبتغى والأمل.. ليتك تنضم إلى الطريق لنبدأ العمل»، وهو فصل لم يكتبه المؤلف بل تركنا نحن نكتبه، أما الطريق الذى يدعونا للعمل فى اتجاهه فهو ما يسميه فى الكتاب «الطريق الرابع» بخلاف طرق ثلاثة يراها سائدة فى المجتمع، وهى أولا الثائرون دوما والذين يعترفون بثورة يناير وحدها، وثانيا من يرفضون ثورة يناير لصالح ثورة يونيو، أما الطريق الثالث فهو طريق الإخوان الرافضين للطريقين الآخرين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة كتب فى المعرض ثلاثة كتب فى المعرض



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon