محمد سلماوي
ها هو يوم 20 فبراير قد مضى ولم يتم تنفيذ ذلك الإنذار المزعوم الذى نسب لجماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية، والذى توعدوا فيه السائحين الأجانب إذا بقوا فى مصر بعد ذلك التاريخ.
أكتب هذه الكلمات وأمامى صور لوفود من السواح الأجانب وصلت إلى أسوان قبل أيام لمشاهدة تعامد الشمس فجر أمس على وجه رمسيس الثانى داخل معبده بأبوسمبل، وزارنى بمكتبى أصدقاء من بريطانيا كانوا فى زيارة للمتحف المصرى بالتحرير.
وقد لفت نظرى أحد هؤلاء إلى برقية لوكالة «رويترز» البريطانية خرجت من القاهرة تردد ذلك التهديد، رغم أنه ليس هناك ما يثبت أنه صدر عن تلك الجماعة الإرهابية التى أعلنت مسؤوليتها عن تفجير طابا، وكأن الوكالة تحذر السواح من الحضور لمصر (!!)
لقد أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس»، أكثر من مرة، أنها ليس لها حساب على أى من مواقع التواصل الاجتماعى، ولابد أن الوكالة البريطانية تعلم ذلك، وخشية أن تتهم بأنها تنقل عن حساب مشكوك فى صحته، أعطت الوكالة للموقع المشكوك فى صحته مصداقية بأن قالت إن الموقع الذى نشر التهديد عادة ما تكون أخباره صحيحة(!!) فماذا يعنى هذا؟ هل أصبحت الوكالة ملكية أكثر من الملك؟ هل تتطوع وكالة أنباء دولية ذات تاريخ عريق بأن تصبح بوقاً لترويج دعايات مغرضة تهدف لقتل السياحة فى مصر مستخدمة مواقع مشكوكاً فيها وناقلة عنها دون أى خشية، رغم أن الجماعة الإرهابية نفت صلتها بها؟!
لقد أخبرتنى سيدة ضمن الوفد البريطانى بأنها ترددت كثيراً حين قرأت ذلك التهديد الذى نقلته الوكالة البريطانية، وكادت تلغى رحلتها لمصر، لولا أن موعد الإلغاء الذى تستحق معه رد ما دفعته لشركة السياحة كان قد مضى، لكنها قالت لى حين قابلتها: لماذا تتطوع بعض أجهزة الإعلام لإثارة الرعب فى العالم بترديدهم ما لم يتحققوا من صحته؟ ألا يعرفون أنهم بذلك يتحولون إلى أبواق للإرهاب؟
وأنا أضم صوتى لصوت السائحة البريطانية، وأقف حائراً أمام موقف وكالة يفرض عليها تاريخها أن تكون أكثر حيادية من ذلك.. وأكثر مهنية.
نقلاً عن "المصري اليوم"