محمد سلماوي
كأنك تعيد قراءة ما حدث فى مصر فى 30 يونيو الماضى، فما تشهده أوكرانيا الآن هو ثورة شعبية ضد حكم رئيس اكتسب سلطات غير دستورية وحصن قراراته ضد أى مساءلة، فى مقابل حشود جماهيرية تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة نزلت إلى الشوارع والميادين تعلن سقوط الرئيس وحكمه.
ومثلما رفض مرسى عندنا الانتخابات المبكرة التى هى إجراء ديمقراطى معمول به فى جميع أنحاء العالم، فقد رفض الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش ذلك هو الآخر، قائلاً إنه لا يعتزم ترك موقعه ومؤكداً أنه «الرئيس الشرعى المنتخب»، ووصف ما يحدث فى البلاد بأنه تخريب وأعمال عصابات و«انقلاب».
لكن بخلاف ما حدث فى مصر نجد الولايات المتحدة هذه المرة ليست مع «الشرعية» التى أسقطها الشعب فى شوارع وميادين كييف العاصمة، فقد أجرى الرئيس الأمريكى باراك أوباما اتصالاً عاجلاً بنظيره الروسى فلاديمير بوتين يحثه على التخلى عن الرئيس «الشرعى المنتخب» والذى لم يكن خافياً على أحد أنه كان موالياً لروسيا، ذلك أن الولايات المتحدة تدعم زعيمة المعارضة يوليا تيموشنكو التى أفرج عنها بعد الأحداث الأخيرة بعد أن كانت تقضى عقوبة بالسجن لمدة سبع سنوات منذ عام 2011، والتى يقال إنها توجهت فور إطلاق سراحها إلى ساحة الاستقلال بوسط المدينة، حيث حشود المتظاهرين ضد «الرئيس المنتخب».
فى الوقت نفسه أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية، فى بيان رسمى، أن الشرطة تنضم إلى الجماهير وتشاركها الرغبة فى التغيير السريع، وهكذا يجىء الموقف الأمريكى فى أوكرانيا على النقيض تماماً مما هو عليه فى مصر، فلا حديث هناك عن «الشرعية»، ولا تمسك بـ«الرئيس المنتخب»، ولا ترديد لحديثه الهزلى عن «الانقلاب»، وإنما انحياز كامل من البداية «لإرادة الجماهير» والمطالبة برحيل يانوكوفيتش نزولاً على رغبة الجماهير، بل وحث موسكو على التخلى عنه أيضاً، وهو ما يبدو أنه حدث بالفعل، حيث أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الروسى «الدوما»، فى أول استجابة روسية للمظاهرات فى أوكرانيا، أنه أصبح من الواضح أن الرئيس الأوكرانى قد فقد سلطته.
نقلاً عن "المصري اليوم"