توقيت القاهرة المحلي 11:34:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القبلية البيروقراطية!

  مصر اليوم -

القبلية البيروقراطية

محمد سلماوي

هل من الضرورى أن يأتى الوزير من داخل الوزارة؟ هل لا يصلح وزيراً إلا من تدرج فى سلك البيروقراطية؟ هل منصب الوزير هو درجة يصل إليها الموظف الحكومى فى نهاية خدمته؟ تلك الأسئلة التى كنا نتصور أن إجاباتها محسومة عادت تطرح نفسها بشدة فى ظل التشاورات التى سبقت الإعلان عن التشكيل الوزارى الجديد، حيث تم الاعتراض على بعض الوزراء، لأنهم آتون من خارج الوزارة، أو من خارج المجلس الأعلى للجامعات، أو من خارج الجماعة الثقافية. وفيما يتعلق بالاعتراض الأول، فإن البيروقراطية الحكومية ليست أفضل معمل لتفريخ الوزراء، بل لعلى أقول إن الوزير، فى ظل الدستور الجديد، هو بالضرورة منصب سياسى وليس بيروقراطياً، سواء كان حزبياً أو غير حزبى، حيث نص الدستور فى المادة (168) على إيجاد منصب جديد داخل كل وزارة، هو «الوكيل الدائم»، بما يكفل تحقيق الاستقرار المؤسسى ورفع مستوى الكفاءة فى تنفيذ سياستها، ولاشك أن الوكيل الدائم يجب أن يأتى من داخل الوزارة، وأن يمثل قمة الهرم الوظيفى فيها، وقد أطلق عليه اسم «الدائم» حتى لا يتغير مع كل وزير يدخل الوزارة، وهذا التصور إنما يفرض أن يأتى الوزير من خارج الوزارة، وقد جاء هذا الاعتراض، الذى وُجه لبعض المرشحين، معبراً عن الوضع السابق على الهيكل الجديد الذى وضعه الدستور للبناء الوزارى. والحقيقة أن الاعتراض على المرشح لمنصب وزارة التعليم العالى، بحجة أنه ليس عضوا فى المجلس الأعلى للجامعات، لا يختلف كثيرا عن الاعتراض على من هم ليسوا من بين موظفى الوزارة، فالرأيان يعبران عن قدر من القبلية البيروقراطية التى تسعى لأن تقصر الاختيارات على من ينتمون إلى هذه القبيلة أو تلك، ومثل هذا التفكير بالإضافة لكونه يمثل عقبة فى سبيل أى تطور مرتقب يأتى بحلول مبتكرة للمشاكل المزمنة التى تعانى منها جميع الوزارات، فهو ينتمى للعقلية التى اتسم بها حكم الإخوان، والتى جعلت الرئيس الإخوانى السابق يتوجه بخطابه السياسى إلى «أهلى وعشيرتى». أما القول بأن وزير الثقافة يجب أن يأتى من داخل الجماعة الثقافية فينطبق عليه ما ذكرناه عاليه، لكن يضاف إليه أيضا أن أنجح وأعظم وزراء ثقافة مصر، وهو الدكتور ثروت عكاشة، جاء من خارج الجماعة الثقافية، فقد كان عسكرياً، وإن فاقت ثقافته الكثيرين ممن ينضوون تحت لواء تلك الجماعة. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القبلية البيروقراطية القبلية البيروقراطية



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon