توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القبلية البيروقراطية!

  مصر اليوم -

القبلية البيروقراطية

محمد سلماوي

هل من الضرورى أن يأتى الوزير من داخل الوزارة؟ هل لا يصلح وزيراً إلا من تدرج فى سلك البيروقراطية؟ هل منصب الوزير هو درجة يصل إليها الموظف الحكومى فى نهاية خدمته؟ تلك الأسئلة التى كنا نتصور أن إجاباتها محسومة عادت تطرح نفسها بشدة فى ظل التشاورات التى سبقت الإعلان عن التشكيل الوزارى الجديد، حيث تم الاعتراض على بعض الوزراء، لأنهم آتون من خارج الوزارة، أو من خارج المجلس الأعلى للجامعات، أو من خارج الجماعة الثقافية. وفيما يتعلق بالاعتراض الأول، فإن البيروقراطية الحكومية ليست أفضل معمل لتفريخ الوزراء، بل لعلى أقول إن الوزير، فى ظل الدستور الجديد، هو بالضرورة منصب سياسى وليس بيروقراطياً، سواء كان حزبياً أو غير حزبى، حيث نص الدستور فى المادة (168) على إيجاد منصب جديد داخل كل وزارة، هو «الوكيل الدائم»، بما يكفل تحقيق الاستقرار المؤسسى ورفع مستوى الكفاءة فى تنفيذ سياستها، ولاشك أن الوكيل الدائم يجب أن يأتى من داخل الوزارة، وأن يمثل قمة الهرم الوظيفى فيها، وقد أطلق عليه اسم «الدائم» حتى لا يتغير مع كل وزير يدخل الوزارة، وهذا التصور إنما يفرض أن يأتى الوزير من خارج الوزارة، وقد جاء هذا الاعتراض، الذى وُجه لبعض المرشحين، معبراً عن الوضع السابق على الهيكل الجديد الذى وضعه الدستور للبناء الوزارى. والحقيقة أن الاعتراض على المرشح لمنصب وزارة التعليم العالى، بحجة أنه ليس عضوا فى المجلس الأعلى للجامعات، لا يختلف كثيرا عن الاعتراض على من هم ليسوا من بين موظفى الوزارة، فالرأيان يعبران عن قدر من القبلية البيروقراطية التى تسعى لأن تقصر الاختيارات على من ينتمون إلى هذه القبيلة أو تلك، ومثل هذا التفكير بالإضافة لكونه يمثل عقبة فى سبيل أى تطور مرتقب يأتى بحلول مبتكرة للمشاكل المزمنة التى تعانى منها جميع الوزارات، فهو ينتمى للعقلية التى اتسم بها حكم الإخوان، والتى جعلت الرئيس الإخوانى السابق يتوجه بخطابه السياسى إلى «أهلى وعشيرتى». أما القول بأن وزير الثقافة يجب أن يأتى من داخل الجماعة الثقافية فينطبق عليه ما ذكرناه عاليه، لكن يضاف إليه أيضا أن أنجح وأعظم وزراء ثقافة مصر، وهو الدكتور ثروت عكاشة، جاء من خارج الجماعة الثقافية، فقد كان عسكرياً، وإن فاقت ثقافته الكثيرين ممن ينضوون تحت لواء تلك الجماعة. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القبلية البيروقراطية القبلية البيروقراطية



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon