محمد سلماوي
امتلأت الصحف والمواقع الإلكترونية الإماراتية بكلمات الترحيب بأفراد القوات المسلحة المصرية الذين يزورون الإمارات الآن لإجراء بعض المناورات المشتركة مع القوات الإماراتية، وانتشرت عبارات «مرحباً بجيش الكنانة!» و«أهلاً بخير أجناد الأرض!»، بما يوحى بأن التقدير الذى يحظى به الجيش المصرى ليس خاصاً بمصر وحدها، وإنما هو تقدير تشاركها فيه بقية الشعوب العربية.
كنت قد وصلت إلى دبى لحضور اجتماعات لجنة تحكيم «جائزة الصحافة العربية» فى دورتها الـ13 والتى أصبحت تتصدر المشهد العربى فيما يتعلق بالجوائز الصحفية، وقد ضمت لجنة التحكيم بعض أكبر رجال الصحافة العربية من الأردن والمغرب وعمان والسعودية ومصر، بالإضافة للإمارات، ووصل عدد الأعمال المقدمة للجائزة هذا العام فى فروع الصحافة السياسية والاقتصادية والإنسانية والحوار والتحقيق الاستقصائى والصورة الصحفية والكاريكاتير إلى ما يزيد على الألف عمل كان أكثر من نصفها من مصر.
وما بين جلسات التحكيم دار الحوار بين مختلف الأعضاء بما أشعرنى أننى مازلت فى مصر لم أبرحها، فالسؤال الذى شغل كل من تحدث معى هو: لماذا لم يعلن المشير السيسى ترشحه حتى الآن؟ وهل صحيح أنه قد لا يترشح؟ وماذا سيجنى حمدين صباحى من ترشحه أمام السيسى الذى سينجح باقتدار؟ وماذا وراء الأنباء التى تشير إلى احتمال ترشح الفريق سامى عنان؟ كما سألوا عن محلب ووزارته التى سموها «الجديدة القديمة»، وضحكوا وضحكت معهم على قراره حظر تقديم المياه المعدنية فى اجتماعات مجلس الوزراء، وقال أحدهم: «يبدو أن رئيس الوزراء الجديد لم يعد يخشى إصابة وزرائه بفيروس (سى) بعد إعلان الجيش أنه توصل لعلاج له!!».
لكن الموضوع الذى كان يثير قلقهم على مصر وعلى الوطن العربى كله هو الإرهاب، والذى كانوا يؤكدون أن الشعب المصرى فى 30 يونيو خلص الدول العربية كلها من خطر الإخوان، وأنه يتصدى الآن لإرهابهم، ويوم أمس تصدرت تصريحات المهندس إبراهيم محلب الصحف الإماراتية وهو يؤكد «مصر تخوض حرباً ضد الإرهاب لصالح المنطقة العربية برمتها».