توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتهاك للدستور؟!

  مصر اليوم -

انتهاك للدستور

محمد سلماوي

لم أكن أتصور أنه بعد أن خرج الشعب بأغلبية غير مسبوقة لإقرار الدستور، أن يصدر عن المحكمة حكم تبدو فيه شبهة انتهاك الدستور بهذا الشكل الصارخ! لقد انفردت «المصرى اليوم»، أمس، بنشر خبر صغير فى صفحة الحوادث، مؤداه أن محكمة ببا الجزئية أيدت حكماً بسجن الأديب الروائى كرم صابر 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان فى إحدى مجموعاته القصصية(!!). إن ازدراء الأديان تهمة مطاطة غير موجودة أصلاً بالدستور، الذى تنص إحدى مواده على أنه لا عقوبة فى جريمة لم ينص عليها القانون، وقد أصر حكم الإخوان على إدراجها فى دستورهم الذى سقط معهم كوسيلة لتوجيه الاتهامات للمواطنين وتقديمهم لمحاكم التفتيش، لكن أحداً من ممثلى التيار الإسلامى داخل لجنة الـ50 لم يقترحها، ثم إن المادة «67» من الدستور تنص على أن «حرية الإبداع الفنى والأدبى مكفولة»، وأنه «لا يجوز رفع أو تحريك الدعاوى لوقف أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية والفكرية، أو ضد مبدعيها إلا عن طريق النيابة»، ثم هى تنص أيضاً على أنه «لا توقع عقوبة سالبة للحرية فى الجرائم التى ترتكب بسبب علانية المنتج الفنى أو الأدبى أو الفكرى»، وقد استثنى الدستور ثلاث حالات فقط، ليس من بينها ازدراء الأديان، وهى: التحري ض على العنف، والتمييز بين المواطنين، والطعن فى أعراض الأفراد، وفيما عدا هذه الحالات فالعقوبة هى التعويض وليس الحبس. ومع ذلك، أجد خبر «المصرى اليوم» يظهر أن محامياً ببنى سويف هو الذى رفع الدعوى، متهماً الكاتب بازدراء الأديان (!!)، ومطالباً بسرعة سحب مجموعته القصصية من الأسواق ومصادرتها (!!) وأجد المحكمة تؤيد الحكم بتوقيع عقوبة سالبة للحريات، والذى كان قد صدر قبل إقرار الدستور فى تهمة غير منصوص عليها فى أى من مواده (!!). فهل هذا يستقيم؟ وهل من المعقول أن تأتى كل هذه الانتهاكات من المحكمة التى يفترض أن تكون هى الحامى الأول للدستور، وأن تحكم بمقتضاه؟ إن الشعب الذى خرج بالملايين لإقرار الدستور من حقه أن يسمع تفسيراً لهذا الموقف الغريب، وإلا كان من حقه الطعن بعدم الدستورية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتهاك للدستور انتهاك للدستور



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon