محمد سلماوي
مما لا شك فيه أن موضوع الإرهاب سيفرض نفسه على أعمال القمة العربية التى ستنعقد الأسبوع المقبل فى الكويت، فبالنظر لما يحدث فى مصر وسوريا وليبيا والعراق وغيرها من أعمال إرهابية، راح ضحيتها حتى الآن المئات من المواطنين الأبرياء، وبالنظر للخطر المتربص بدول الخليج والتحركات المرصودة لجماعات العنف باسم الإسلام السياسى فى السعودية والإمارات وغيرهما، لن تتمكن القمة من تجاهل هذه القضية التى أصبحت من أكثر القضايا إلحاحاً فى الوقت الحالى. لقد سيطرت قضية الإرهاب على أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب الذى انعقد فى الأسبوع الماضى، وصدرت عن اجتماعه التحضيرى فى القاهرة قرارات أدانت بقوة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وأيا كان مصدره، مطالبة بالعمل على مكافحته واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية. ورحب المجلس فى قراره الذى حمل عنوان «الإرهاب الدولى وسبل مكافحته» بقرار السعودية الأخير بمعاقبة كل من ينتمى إلى جماعة مصنفة بأنها إرهابية بالسجن المشدد.
على أن بعض الدول ستتصدى بلا شك لأى مشروع قرار يطرح على القمة فى هذا الشأن، وذلك على خلفية سحب سفراء الدول الخليجية الثلاث من قطر، وهو ما سيضفى قدراً من التوتر على أعمال القمة، وسترى فيه الدوحة مناسبة للتصدى لما يمكن أن يقترح من قرارات ضد الجماعات الإسلامية الإرهابية.
لكن يظل للرأى العام العربى، خارج قاعات القمة، قوة تأثيره التى لا يمكن تجاهلها، خاصة بعد انتشار الإرهاب فى المجتمعات العربية على إثر قيام الثورات العربية فى الأعوام الثلاثة الماضية، والتى وجدت فيها جماعات ما يسمى الإسلام السياسى فرصة سانحة للانقضاض على السلطة، كما حدث فى مصر وتونس، أو لاستخدام العنف والإرهاب لفرض سيطرتها على البلاد، كما يحدث الآن فى سوريا وليبيا.
ومع خطورة العمل الإرهابى من ناحية، وإلحاح الرأى العام العربى من ناحية أخرى، ينتظر أن تخرج القمة العربية بقرارات حاسمة فى هذا الشأن بالرغم من محاولة العرقلة التى ستلقاها فى هذا الشأن.
نقلاً عن "المصري اليوم"