محمد سلماوي
بعد حوار ممتد حول الوضع فى مصر، قال لى محمد حميد أنصارى، نائب رئيس الجمهورية الهندى: لماذا لا تتواصلون معنا بشكل أكبر، إن لكم سفيراً نشطاً فى نيودلهى، لكن دولتكم غابت عنا طويلاً.
كنت قد أوضحت لنائب الرئيس، خلال زيارة قمت بها الأسبوع الماضى للهند، أن الصورة التى قابلتنى فى الهند عن مصر لا تختلف كثيراً عن الصورة المغلوطة التى تقدمها الصحافة الأمريكية، رغم العلاقات التاريخية التى جمعت البلدين طويلاً، والتى كان ينبغى أن تخلق تفهماً أكبر للوضع فى مصر.
قال نائب الرئيس: إننا نتطلع إلى المزيد من التقارب بيننا، فأنتم امتداد طبيعى وجغرافى لنا، ونحن نطلق على منطقتكم تعبير «غرب آسيا» فتعبير «الشرق الأوسط» الذى تستخدمونه تعبير غربى أطلقه عليكم الاستعمار البريطانى.
وأوضح حميد أنصارى، وهو مرشح ليصبح رئيساً للجمهورية بعد الانتخابات البرلمانية، التى ستجرى فى الشهر المقبل، أن اهتمام الهند بمصر يزيد كثيراً عن الاهتمام المصرى بالهند، ودلل على ذلك بمتابعته شخصياً لأدق التفاصيل السياسية التى تشهدها مصر منذ قيام الثورة، وحدثنى طويلاً عن الدستور، ثم قال: جيد أنكم أطلقتم الآن حرية تكوين الأحزاب، فالأحزاب هى التعبير الحقيقى والطبيعى للحياة السياسية.
قلت: لكننا حظرنا إقامة الأحزاب التى تقوم على برنامج دينى وليس سياسياً. فعاجلنى نائب الرئيس قائلاً: إن فى ذلك مشكلة. قلت: كيف؟ قال: ألم تضعوا مادة تنص على الشريعة الإسلامية؟ قلت: نعم، قال: ولماذا وضعتم هذه المادة؟ إن الأديان لا تحتاج لمواد دستورية، والمسلمون يطبقون شريعة دينهم دون حاجة للدستور، إن هذه المادة ستوقعكم فى إشكالية دستورية كبيرة، لأن أى حزب سيقوم مدعياً أن برنامجه هو تطبيق الشريعة الإسلامية التى نص عليها الدستور لن تستطيعوا منعه.
قلت: لكن المادة تنص على أن الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع وليست المصدر الوحيد، وقيام حزب لتطبيق الشريعة يغفل المصادر الأخرى التى أشار إليها الدستور، لكن نائب الرئيس لم يقتنع.
نقلاً عن "المصري اليوم"