توقيت القاهرة المحلي 08:54:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإفراج عن الشباب

  مصر اليوم -

الإفراج عن الشباب

محمد سلماوي

لست أرى مغزى لاستمرار حبس الناشط السياسى والشاعر الشاب أحمد دومة هو ورفاقه، فقانون التظاهر الذى سُجنوا بجريرة رفضه مآله الإلغاء، فقد صدر بتعجل من حكومة مرتعشة أمضت شهورها فى الحكم وسط تخبط متزايد، ثم أنهت ولايتها بصدام لا لزوم له مع الشباب داخل وخارج الجامعة. ولقد شعرت بالأزمة قادمة وتحدثت بصراحة إلى رئيس الوزراء د. حازم الببلاوى قائلاً إن الإخوان بعد أن وجدوا أنفسهم فى مواجهة مع الشعب كله يريدون أن يفتعلوا أزمة بين الأمن وطلبة الجامعة، فكانت أزمة طالب الهندسة الذى قُتل والذى بدأت معه سلسلة المواجهات مع الشباب، والتى نعانى منها الآن فى ظل حكومة محلب الجديدة. إن السؤال الذى ينبغى على الحكومة أن تضعه نصب أعينها هو: كيف نصعّد من المواجهة مع الإخوان وأتباعهم ونخفف فى نفس الوقت من حدة التوتر مع الشباب؟ لأن الحادث الآن هو أن المواجهة تتصاعد على الجبهتين معا، وهذا فشل سياسى ذريع يعبر عن عجز فى الحنكة السياسية وافتقار إلى دقة الموازنة، التى هى أساس العمل السياسى. فلنبدأ بإعادة النظر فى وضع الشباب المحتجزين فى السجون، والذين سيتم الإفراج عنهم إن آجلاً أو عاجلاً، لكن استمرار حبسهم هو وقود التصعيد ضد الحكومة والذى تستغله القوى المعارضة لزيادة الفجوة بين الشباب والنظام ككل، لقد ارتكبت جماعة الإخوان غلطتها الكبرى بأن وسعت دائرة مواجهتها للجيش والشرطة لتشمل الشعب المصرى كله، فقتل من أفراده المدنيين المسالمين أكثر مما قتل من أفراد الجيش والشرطة، لكن الحكومة ارتكبت نفس الحماقة بأن وسعت من دائرة مواجهتها هى الأخرى لتشمل إلى جانب الإخوان وأعوانهم الإرهابيين الشباب المعارضين الذين لم يرتكبوا إرهاباً ولا لجأوا للعنف، فهل هذا معقول؟ وهل هذه هى السياسة الحكيمة المطلوبة فى هذا الوقت ونحن نتجه لاستكمال الاستحقاقات الدستورية لخريطة المستقبل الديمقراطية بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟ على الحكومة الحالية أن تتخذ خطوة قوية وجريئة تؤكد ثقتها بنفسها بعد أن برئت من سياسة التردد التى ميزت الحكومة السابقة، وأن تفرج فورا عن الناشطين من الشباب، وليستمر نظر قضاياهم إلى أن تسقط بإلغاء قانون التظاهر غير الدستورى الذى يحاكمون بتهمة رفضه، على الحكومة أن تبدأ سياسة جديدة تماماً تجاه الشباب الذى يستخدم حقه الطبيعى فى المعارضة، وفى ذلك فإن عليها أن تفرق بين الإرهاب الذى يستهدف مقومات المجتمع الأساسية وبين شطط بعض الأبناء. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإفراج عن الشباب الإفراج عن الشباب



GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

توقعات عالية... صدمات مؤلمة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon