توقيت القاهرة المحلي 08:55:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرية الإرهاب!

  مصر اليوم -

حرية الإرهاب

محمد سلماوي

قال لى الشاب الغاضب: يا خسارة تعبكم فى كتابة الدستور الذى لا يلتفت إليه أحد، والذى تنتهكه الحكومة كل يوم. كان ذلك فى نقاش خاص، بعد انتهاء ندوة فكرية شاركت فيها، حيث تجمع حولى بعض الحضور بعد نزولى عن المنصة لطرح بعض الأفكار التى لم يتمكنوا من طرحها، أو لإعادة طرح ما طرحوه فى الندوة. كان الشاب يشير بذلك إلى ما نشر صباح اليوم نفسه فى الصحف من أن الحكومة قررت تطبيق عقوبة الإرهاب على أعضاء جماعة الإخوان وكل من مولها أو روج لها قولاً أو كتابة، وبدلاً من أن أجيبه فى اقتضاب وأمضى وقفت أستمع إلى حججه وأجيبه عن كل منها. قال الشاب: كيف يعاقب إنسان على ما يقول أو ما يكتب وقد نص الدستور فى المادة (65) على أن حرية الفكر والرأى مكفولة، وأن لكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول، أو الكتابة، أو التصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر؟ أليس هذا نص ما كتبتوه فى الدستور؟ وأضاف صحفى شاب لكلام زميله: ثم إن المادة (71) تنص على حظر توقيع عقوبة الحبس فى الجرائم التى ترتكب بطريق النشر أو العلانية، أليس كذلك؟ قلت: هو كذلك، فحرية التعبير بالقول أو الكتابة أو أى وسيلة أخرى مكفولة فى جميع دساتير العالم، لكن جميع هذه الدساتير تحظر استخدام هذه الحرية فى الإضرار بالآخرين، فحرية التعبير لا تعنى القذف والسب مثلاً، وإذا كان قرار الحكومة قد نص على معاقبة كل من يدعو إلى جماعة إرهابية تقتل المواطنين الآمنين وتفجر المنشآت العامة، فذلك يتفق مع صحيح الدستور، وإذا عدنا إلى المادة نفسها التى أشرتما إليها، والتى تحظر الحبس فى قضايا النشر، نجد أنها أشارت صراحة إلى عدم جواز استخدام حرية النشر فى الترويج للإرهاب، حيث قالت بالحرف الواحد: «أما الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو بالتمييز بين المواطنين أو بالطعن فى أعراض الأفراد، فيحدد عقوبتها القانون»، أى أن أول تحفظ للدستور اختص بالتحريض على العنف والترويج للإرهاب هو تحريض على العنف، ومن ثم فهو لا يندرج تحت حرية التعبير، سواء تم بالقول أو بالكتابة، ولا حماية له فى الدستور أو القانون. وتدخل ثالث فى الحديث، بعد أن صمت الشابان، فقال: لكن جماعة الإخوان ليست إرهابية! قلت: هذا موضوع آخر ينبغى ألا تتحدث فيه قبل أن يكون لديك الدليل على أن جماعة الإخوان بمختلف تنظيماتها والتى لم تصدر حتى الآن بياناً واحداً تعلن فيه نبذها للعنف وإدانتها له، لا علاقة لها بما تعانى منه البلاد الآن من قتل وحرق وتدمير، لا يفرق بين مواطن وآخر ويعمل على هدم دعائم الدولة وتدمير اقتصاد البلاد. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرية الإرهاب حرية الإرهاب



GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

توقعات عالية... صدمات مؤلمة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon