توقيت القاهرة المحلي 09:11:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة شم النسيمؤ

  مصر اليوم -

رسالة شم النسيمؤ

محمد سلماوي

اليوم هو شم النسيم، ذلك العيد الذى يجسد الوحدة الوطنية التى ميزت مصر منذ فجر التاريخ، هو العيد الذى يحتفل به المسلم والمسيحى، وكان يحتفل به اليهود أيضاً، وتقرر فيه الحكومات عطلة لكل المواطنين وتتعطل فيه المصالح الحكومية والمدارس وكل الأعمال، فهو يوم الربيع الذى يحتفل به الجميع. والدول فى العالم تختار يوماً فى السنة يكون عيدها القومى، وقد يتغير هذا اليوم من عصر إلى عصر، لكن شم النسيم هو العيد الذى اختاره الشعب المصرى من واقع تاريخه الممتد وبحكم ما جرى عليه العرف منذ عهود الأجداد، هو إذن عيد قومى بامتياز، فهو العيد الذى لا يختلف عليه أحد ولا يتوانى عن الاحتفال به أى مواطن، فشم النسيم هو أصل أعياد الربيع فى العالم كله، فقد احتفل به المصريون قبل 4700 عام، وكان يسمى «شمو»، وهو أقدم عيد شعبى فى تاريخ البشرية، حيث عبر كل الأديان التى عرفها الإنسان وصمد فى وجه كل الأنظمة السياسية التى عرفتها مصر من عهد الرومان إلى العصر القبطى إلى الإسلام، وتخطى الأنظمة السلطانية والملكية والجمهورية. لقد كان المصريون القدماء يحتفلون فى شم النسيم ببداية الحياة، ومن هنا ارتبط العيد، منذ بدايته، بالبيض الذى كانوا ينقشون عليه أمنياتهم للعام الجديد، ويضعونه فى سلال من سعف النخيل، وهو ما أخذ عنه عادة تلوين البيض. وقد كتب أبوالمؤرخين، المؤرخ الرومانى هيرودوت، يقول إن المصريين كانوا يحتفلون بعيد الربيع بأن يخرجوا إلى الحدائق على ضفاف النيل، ويأكلوا السمك المملح والبصل و«الملانة» والبيض المسلوق، وكأنه يصف احتفال شم النسيم فى وقتنا الحالى. الآن يأتى شم النسيم فى عصر تفجرت فيه النزاعات الطائفية وازدادت فيه حدة التعصب بين أتباع الأديان المختلفة، بل بين أتباع الدين الواحد من مختلف الطوائف، وتم سفك دماء المسلمين بأيدى المسلمين، فهل يأتى شم النسيم ليذكرنا بأننا جميعاً مصريون، وأن ما يجمعنا يعود إلى ما يقرب من 50 قرنا من الزمان؟.. هل تكون رسالته لنا هذا العام هى أن نستلهم تاريخنا المجيد فنلتزم بوحدتنا الوطنية التى أبقت على هذا الشعب العظيم فى الوقت الذى اندثرت فيه بلاد أخرى وتآكلت شعوبها عبر السنين، هل جاء اليوم شم النسيم ليقول لنا كل سنة وأنتم جميعاً مصريون؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة شم النسيمؤ رسالة شم النسيمؤ



GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon