توقيت القاهرة المحلي 20:17:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة شم النسيمؤ

  مصر اليوم -

رسالة شم النسيمؤ

محمد سلماوي

اليوم هو شم النسيم، ذلك العيد الذى يجسد الوحدة الوطنية التى ميزت مصر منذ فجر التاريخ، هو العيد الذى يحتفل به المسلم والمسيحى، وكان يحتفل به اليهود أيضاً، وتقرر فيه الحكومات عطلة لكل المواطنين وتتعطل فيه المصالح الحكومية والمدارس وكل الأعمال، فهو يوم الربيع الذى يحتفل به الجميع. والدول فى العالم تختار يوماً فى السنة يكون عيدها القومى، وقد يتغير هذا اليوم من عصر إلى عصر، لكن شم النسيم هو العيد الذى اختاره الشعب المصرى من واقع تاريخه الممتد وبحكم ما جرى عليه العرف منذ عهود الأجداد، هو إذن عيد قومى بامتياز، فهو العيد الذى لا يختلف عليه أحد ولا يتوانى عن الاحتفال به أى مواطن، فشم النسيم هو أصل أعياد الربيع فى العالم كله، فقد احتفل به المصريون قبل 4700 عام، وكان يسمى «شمو»، وهو أقدم عيد شعبى فى تاريخ البشرية، حيث عبر كل الأديان التى عرفها الإنسان وصمد فى وجه كل الأنظمة السياسية التى عرفتها مصر من عهد الرومان إلى العصر القبطى إلى الإسلام، وتخطى الأنظمة السلطانية والملكية والجمهورية. لقد كان المصريون القدماء يحتفلون فى شم النسيم ببداية الحياة، ومن هنا ارتبط العيد، منذ بدايته، بالبيض الذى كانوا ينقشون عليه أمنياتهم للعام الجديد، ويضعونه فى سلال من سعف النخيل، وهو ما أخذ عنه عادة تلوين البيض. وقد كتب أبوالمؤرخين، المؤرخ الرومانى هيرودوت، يقول إن المصريين كانوا يحتفلون بعيد الربيع بأن يخرجوا إلى الحدائق على ضفاف النيل، ويأكلوا السمك المملح والبصل و«الملانة» والبيض المسلوق، وكأنه يصف احتفال شم النسيم فى وقتنا الحالى. الآن يأتى شم النسيم فى عصر تفجرت فيه النزاعات الطائفية وازدادت فيه حدة التعصب بين أتباع الأديان المختلفة، بل بين أتباع الدين الواحد من مختلف الطوائف، وتم سفك دماء المسلمين بأيدى المسلمين، فهل يأتى شم النسيم ليذكرنا بأننا جميعاً مصريون، وأن ما يجمعنا يعود إلى ما يقرب من 50 قرنا من الزمان؟.. هل تكون رسالته لنا هذا العام هى أن نستلهم تاريخنا المجيد فنلتزم بوحدتنا الوطنية التى أبقت على هذا الشعب العظيم فى الوقت الذى اندثرت فيه بلاد أخرى وتآكلت شعوبها عبر السنين، هل جاء اليوم شم النسيم ليقول لنا كل سنة وأنتم جميعاً مصريون؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة شم النسيمؤ رسالة شم النسيمؤ



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon