توقيت القاهرة المحلي 08:43:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محفوظ يقابل ماركيز

  مصر اليوم -

محفوظ يقابل ماركيز

محمد سلماوي

لم يلتق أديبنا الأكبر نجيب محفوظ بالروائى الكولومبى الراحل جابرييل جارسيا ماركيز، لكن حدث بينهما اتصال شخصى كنت الوسيط فيه، وذلك من خلال خطابين تبادلهما الأديبان فى مناسبتين فصلت بينهما سنون. ففى نهايات عام 1994 حين قام مدعو الإسلام بمحاولة اغتيال كاتبنا الأكبر، والتى أراد لها الله الفشل، تلقى محفوظ خطاباً شخصياً من جابرييل جارسيا ماركيز من صفحتين كتبهما ماركيز بخط يده باللغة الإسبانية، وقد أرفق بهما ترجمتهما الإنجليزية المطبوعة، والتى قرأتها بنفسى على محفوظ فتأثر لذلك كثيراً، حيث تضمن الخطاب تهنئة لمحفوظ وللأدب العربى على نجاته، قائلاً إن أشعة الشمس تنتصر دائماً على السحب مهما كانت داكنة أو محملة بالأمطار، وتحدث ماركيز فى الخطاب عن تأثير محفوظ على الآداب العالمية وحثه على استمرار عطائه تحت كل الظروف. أما المناسبة الثانية فجاءت بعد ذلك بحوالى عشر سنوات حيث كنت فى رحلة للولايات المتحدة التى كان ماركيز يمتلك فيها بيتاً يمضى فيه نصف العام، وحين علم محفوظ أننى سأقابل الكاتب الكبير قال لى: لا تسافر قبل أن أملى عليك خطاباً شخصياً له، ومثلما كان محفوظ فى المناسبة الأولى يمر بمحنة شخصية كان ماركيز يمر هو الآخر فى المناسبة الثانية بمحنة شخصية، وكان يتردد فى الأوساط الأدبية آنذاك أنه فقد القدرة على الكتابة وأنه لم يعد قادراً على مواصلة عطائه الأدبى، وهنا أراد محفوظ أن يقف إلى جواره، وأن يحثه على ضرورة المواصلة، فقال له فى الخطاب الذى قمت بترجمته إلى الإنجليزية، وأصر محفوظ على توقيعه بيده المرتعشة، إن عليه أن يكتب فى جميع الأحوال، فالكاتب يجب ألا يترك القلم، وتحدث إليه كما يتحدث المرء لصديق مقرب أو لشقيق، قائلاً له: يجب ألا يكون لديك شىء تكتبه حتى تمسك بالقلم، أمسك بالقلم فى جميع الأحوال واكتب، اكتب أى شىء، لكن لا تترك القلم، فالقلم هو الذى سيأتى لك بروايتك القادمة أو بالقصة القصيرة، والكتابة فى جانب منها عادة إذا انصرفت عنها انصرفت عنك. وأذكر أننى سألت محفوظ تعليقاً على لقاءاته مع عدد كبير من الأدباء والمثقفين الأجانب الذين كانوا يتوافدون للقائه كلما قدموا لمصر: من هو الكاتب الذى لم تلتق به حتى الآن وتود لقاءه؟ فقال بلا تفكير طويل: ماركيز! لكن حتى رحيل أديبنا الأكبر عام 2006 لم يكن قد التقى به، فلا ماركيز زار مصر ولا سافر محفوظ خارجها، فقد شاءت الأقدار أن يؤجل هذا اللقاء حتى عام 2014 وألا يجرى فى مصر ولا فى أى بلد آخر فى هذه الدنيا. "نقلا عن جريدة المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محفوظ يقابل ماركيز محفوظ يقابل ماركيز



GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

توقعات عالية... صدمات مؤلمة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon