توقيت القاهرة المحلي 20:46:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حزب الرئيس!

  مصر اليوم -

حزب الرئيس

محمد سلماوي

أعجب من التصريحات التى تصدر عن بعض مصادر الحملة الرئاسية للمشير السيسى مؤكدة أنه لن يؤسس لنفسه حزباً سياسياً حال فوزه بالرئاسة. إن مثل هذا التصريح يشير إلى أن بعض المسؤولين بالحملة مازالوا يعيشون فى عصر الحزب الوطنى الديمقراطى المنحل والاتحاد الاشتراكى العربى من قبله، كما يشير - وهذا هو المقلق حقاً - إلى أنهم لم يقرأوا الدستور ولا يعرفون ما به من مواد، فالدستور ينص صراحة وفى أول مادة فى الفصل الخاص برئيس الجمهورية، وهى المادة «139»، على أنه «لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يشغل أى منصب حزبى طوال مدة الرئاسة»، وهذا يعنى أنه ليس من بين الخيارات المتاحة أمام رئيس الجمهورية القادم أن يؤسس ذلك الحزب الذى تتحدث عنه بعض مصادر الحملة، بل هو يعنى أيضاً أن المرشح الرئاسى لو كان رئيساً بالفعل لحزب سياسى، أو منتمياً لحزب، مثل حمدين صباحى، توجب عليه أن يخلع رداءه الحزبى كى يستوفى الشروط الدستورية لشغل موقع رئيس الجمهورية. لقد تردد مثل هذا الحديث كثيراً منذ أشار الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى أحد لقاءاته التليفزيونية إلى أن المشير يتمتع بظهير شعبى ضخم لكنه ليس وراءه تنظيم سياسى، فبدأ البعض يتساءل حول احتمالات أن يشكل المشير لنفسه مثل هذا الحزب وهو فى السلطة، كما فعل رؤساء مصر السابقون، وهو حديث يدل على تجاهل للدستور، لكنه حين يأتى من بعض المصادر التى تتحدث باسم المرشح الرئاسى المنوط به حماية الدستور فذلك يدعو للقلق. لقد عانت البلاد طويلاً من حزب السلطة الذى نشأ من القمة السياسية وليس من القاعدة الشعبية، فارتبط بالسلطة واحتكرها ولم يسع إليها كما تفعل الأحزاب فى العالم، وقد كانت هذه الأحزاب السلطوية معطلة للتطور الديمقراطى الطبيعى لأنها حالت دون تداول السلطة بحكم توحدها مع الحكم الذى نشأت فى كنفه. من هنا كان الدستور حريصاً على أن تكون هناك فرصة متاحة أمام جميع الأحزاب السياسية بشكل متساو فى الوصول للحكم من خلال الانتخابات البرلمانية، وأن يظل رئيس الجمهورية حكماً بينها لا ينتمى لأحدها ولا ينحاز لآخر، فالحزب أو التجمع السياسى الذى يحصل على الأكثرية فى مجلس النواب هو الذى يشكل الوزارة التى تشارك مع الرئيس فى وضع السياسة العامة للدولة، وينوب رئيسها عن رئيس الجمهورية فى غيابه لعدم وجود نائب للرئيس فى النظام الجديد. وفى ذلك كله ليس هناك مكان لحزب الرئيس.. اقرأوا الدستور بربكم! "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الرئيس حزب الرئيس



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon