محمد سلماوي
مع كل يوم جديد تتكشف الجرائم التى اقترفها الإخوان فى حق هذا الوطن، فخلال سنة واحدة من الحكم استطاع هذا التنظيم الإرهابى أن يرتكب سلسلة من الجرائم وصلت إلى حد الخيانة العظمى والتفريط فى التراب الوطنى للبلاد الذى أقسم رئيسهم على حمايته.
فقد أكد أخيراً الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، صحة المخطط الذى سبق أن أعلن عنه أثناء حكم الإخوان لإقامة دولة فلسطينية فى سيناء تنهى للأبد حلم إقامة الدولة الفلسطينية على أرض الضفة الغربية المحتلة، وتلك هى المرة الأولى التى يؤكد فيها الطرف الفلسطينى صحة ما كنا نعرفه بالفعل.
فقد اتهم الرئيس الفلسطينى، خلال اجتماع المجلس المركزى لمنظمة التحرير الفلسطينية، الرئيس السابق محمد مرسى، بأنه اتفق مع حكومة حماس فى غزة، المرتبطة فكرياً وتنظيميا مع جماعة الإخوان، على منحهم 1600 كيلومتر مربع (!!) فى سيناء لإقامة دولة غزة الفلسطينية بديلة عن الدولة الفلسطينية فى الضفة وغزة وعاصمتها القدس.
وقال محمود عباس، فى كلمته بالاجتماع، إنه أخبر مرسى آنذاك بأن هذا المشروع ينهى الحل الوطنى الفلسطينى، وأنه يترك لإسرائيل الأراضى الفلسطينية فى الضفة، فلم ينكر مرسى المشروع، لكنه قال: من أجل إخواننا فى غزة(!!)
والحقيقة أن «إخواننا فى غزة» يحلمون جميعاً بالدولة الفلسطينية المقامة على أرض فلسطين المحتلة فى الضفة الغربية وغزة والتى عاصمتها القدس، ولا يحلمون بأرض سيناء، لكن حكومة حماس التى تحكم غزة منذ عام 2007 بالحديد والنار وترفض إجراء انتخابات جديدة تمكنت بالفعل من اتخاذ الخطوات الأولى لتنفيذ ذلك المخطط، وقامت بمساعدة سلطات الإخوان فى تمكين بعض أتباعها من شراء أراض فى سيناء، تنفيذاً لهذا المخطط المتفق عليه.
إن مخطط الخيانة هذا الذى ضلع فيه كل من الإخوان وحماس كان من أهم ما قلب عليهم الرأى العام المصرى الذى وجد ترابه الوطنى يتم التنازل عنه، إرضاء لجهات أجنبية وتنفيذاً لخطة إسرائيلية قديمة هى خطة «الترانسفير» التى كانت تقضى بنقل سكان الضفة إلى الأردن وترك الأراضى الفلسطينية فى الضفة لإسرائيل، وهى الخطة التى عرفت باسم الحل الأردنى، وقد تصور الإخوان أن بإمكانهم استبدالها بعد فشلها بالحل المصرى.
وإلى جانب الخيانة الوطنية فى مثل هذا المخطط، لمصر ولفلسطين معاً، فإن مجرد التفكير فى إرضاء إسرائيل والولايات المتحدة على حساب التراب الوطنى المصرى لهو دليل جديد على أن الإخوان لا يعرفون طبيعة الشعب المصرى الذى تمسك بترابه الوطنى وحماه ضد كل الغزاة ومحاولات التجزئة والتقسيم على مدى آلاف السنين فى الوقت الذى اندثرت دول أخرى وزالت حدودها من على الخريطة.