توقيت القاهرة المحلي 09:08:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تمرد» والبناء

  مصر اليوم -

«تمرد» والبناء

محمد سلماوي

كان احتفالاً يشبه «تمرد»، لم يكن منظماً لكنه كان ينبض بالحيوية والنشاط، مئات من الشباب الذين جاءوا من مختلف المحافظات ليحتفلوا بمرور عام على قيام حركة «تمرد»، التى دخلت التاريخ باعتبارها الحركة السياسية التى جسدت إرادة الشعب فى رفض حكم الإخوان الجاهل المستبد، ففتحت الطريق واسعاً أمام استعادة ثورة 25 يناير ممن اختطفوها بليل. كل من وقف على منصة الاحتفال طالباً من الحضور الجلوس فى أماكنهم أو السكوت والاستماع لم يفهم «تمرد»، ولم يَعِ طبيعة المناسبة، لذا لم يستمع إليه أحد، فقط محمود بدر، مؤسس الحركة، ومحمد نبوى، المتحدث باسمها، وعمرو موسى، السياسى المخضرم، هم الذين فهموا، فقد صعد كل منهم على المسرح لا ليسكت هذا البحر المائج بالمشاعر والانفعالات، وإنما لكى يتماهى معه، فقد ألقى كل منهم كلمته دون انتظار لهدوء المحاضرات الأكاديمية، فتفاعل الحضور على الفور مع كل كلمة قالوها بالتصفيق وبالهتاف. ولم يكن غريباً أن تجىء معظم الهتافات للمشير عبدالفتاح السيسى، فالسيسى و«تمرد» وجهان لعملة واحدة، هم الذين جسدوا إرادة الشعب، وهو الذى أعمل هذه الإرادة، لذا كان السيسى هو الحاضر الغائب فى هذه الاحتفالية التى بلغت فيها المشاعر الوطنية ذروتها. لكن أجمل ما كان فى احتفالية مرور سنة على قيام «تمرد» هو الشعار الذى تم اختياره لها، وهو «من التمرد إلى البناء»، فوراء هذا الشعار فهم واع لطبيعة المرحلة التى أصبحت تتطلب الآن مشاركة الجميع فى بناء النظام الديمقراطى الحديث الذى نتطلع إليه، والذى من أجله قامت الثورة، ذلك البناء الذى يحقق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، والذى لن يقوم إلا بمشاركة كل سواعد الشعب. لقد أدرك شباب «تمرد» بحسهم السياسى وبفهمهم الواعى لطبيعة المرحلة أن عليهم أن ينتقلوا من التمرد إلى البناء، إذا كان لهذا البلد أن تقوم له قائمة، إنها النقلة التاريخية التى لم يستوعبها البعض الآخر من الشباب الذى تربى على الرفض والاحتجاج، حين كان الرفض والاحتجاج واجباً، ثم وجد نفسه غير قادر على الفعل السياسى الإيجابى فتخطته الأحداث، وانتقل من مقدمة المشهد السياسى إلى المؤخرة مع الفوضويين والخارجين على القانون. لكن انتقال «تمرد» إلى البناء بالمشاركة فى العمل السياسى الفاعل من خلال إقامة حزب سياسى، ومن خلال خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، إنما يطمئننا على أن شباب مصر بخير، وذلك أكثر ما يستوجب الاحتفال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تمرد» والبناء «تمرد» والبناء



GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon