توقيت القاهرة المحلي 06:08:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين تقريرنا نحن؟

  مصر اليوم -

أين تقريرنا نحن

محمد سلماوي

أعود لموضوع تقرير «هيومان رايتس ووتش» الذى مازال انحيازه الفاضح للإخوان يثير الجدل حول مصداقيته ومصداقية المنظمة ذاتها، لأقول إننا ملامون، وإن هذا التقرير لم يكن ليحظى بهذا الاهتمام الدولى لولا أن سبقنا إلى الرأى العام العالمى فكانت له الأولوية والسبق، بينما اقتصر دورنا نحن على مهاجمته.

إنها فضيحة سياسية وتقصير إعلامى معيب، كيف لم نسبق نحن بإصدار تقرير من لجنة التحقيق فى أحداث فض اعتصام رابعة، كيف لم تكن لنا الكلمة الأولى فى هذه الأحداث التى وقعت عندنا وتحت أعيننا، وشهودها جميعاً مواطنون مصريون يعيشون بيننا؟ لماذا نصر على أن يقتصر دورنا دائما على رد الفعل ونترك الفعل للآخرين؟

إن سر التأثير الإعلامى الناجح هو السبق بالإعلان عن الخبر، وإذا كنا قد سبقنا بإصدار تقرير عن هذه الأحداث التى وقعت قبل أكثر من سنة مضت لكانت لنا الساحة كاملة ولوصلت الحقيقة إلى الرأى العام العالمى قبل أن تصل أكاذيب «هيومان رايتس ووتش» ولترسخ ما ورد فى تقريرنا فى الأذهان بما يجعل من الصعب على المنظمة الدولية ذات المقر الأمريكى أن تقنع الناس بعد ذلك بما ورد فى تقريرها بعد سنة من الأحداث.

كيف تتمكن منظمة أجنبية من الوصول إلى الشهود قبلنا وتأخذ ما تريده من أقوالهم وتعد تقريرها بما يتوافق مع أغراضها الخفية، ثم تعلن عن تقريرها قبل أن تصدر اللجنة المصرية تقريرها الذى كان ينبغى أن يكون هو التقرير الأساسى فى هذا الشأن.

إننا مازلنا نعيش فى عصر آخر انتهى منذ زمن بعيد. لقد صار العالم الآن يسعى إلى أولوية الوصول إلى الرأى العام، فمن وصلت كلمته أولاً إلى الناس كان هو صاحب الحقيقة، أياً كان ما يقوله، وقد وجدنا مثالاً واضحاً على ذلك فى أحداث غزة الأخيرة، حيث سبقت شبكات التواصل الاجتماعى جميع أجهزة الإعلام الرسمية فى العالم والتى يسيطر عليها النفوذ اليهودى، فوصلت الحقيقة للرأى العام، العالمى قبل أن تتمكن وسائل الإعلام الرسمية من الوصول إليه، وبعد أن شاهد الناس صور القتل الوحشى والدمار لم تجد كثيرا المقالات المدبجة لـ«نيويورك تايمز» التى تتحدث عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، لأن الجماهير كانت قد خرجت بالفعل إلى الشوارع فى ظاهرة هى الأولى من نوعها.

وإذا كنا نحن لم نع متغيرات العصر الذى نعيشه، فإن الإخوان وعوها جيداً، ولم يعد سراً أنهم تعاقدوا مع بعض كبرى شركات العلاقات العامة فى الغرب للدفاع عن قضيتهم، وأنفقوا فى ذلك الملايين، وهو ما يفسر انحياز الإعلام الغربى لهم، رغم التعارض الصارخ بين مصالح الغرب الاستراتيجية ومصالح الإخوان، والحقيقة أن ذلك الانحياز الفاضح للإخوان فى تقرير «هيومان رايتس ووتش» إنما يشير إلى أن المنظمة ليست بعيدة عن حملة العلاقات العامة مدفوعة الأجر التى مازالت تعمل فى الغرب لصالح الإخوان، بينما نحن لم نصدر تقريرنا بعد حول ما حدث فى رابعة قبل أكثر من عام مضى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين تقريرنا نحن أين تقريرنا نحن



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon