توقيت القاهرة المحلي 09:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين قيم الثورة؟

  مصر اليوم -

أين قيم الثورة

محمد سلماوي

أبحث جاهداً عن منظومة القيم السائدة فى المجتمع الآن، فلا أجد نسقاً معيناً، فبعد 3 سنوات على قيام الثورة التى قلبت الموازين السياسية، فأسقطت نظامين استبداديين وفتحت الباب أمام مجتمع جديد يقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، أنظر حولى، فلا أجد إلا حكام النظام القديم، الذى لم يعد صالحاً لاستنساخه مرة أخرى بعد أن فشلت محاولة استنساخه الأولى على يد الإخوان الذين استخدموا نفس أدواته الإقصائية القمعية، وكأن الثورة لم تقم.
فحتى الآن لم ننجح فى إقامة منظومة قيم جديدة كما فعلت كل ثورة قامت فى التاريخ، بل إن الثورة لا تتحقق ولا يطلق عليها هذا الاسم إلا حين تغير قيم المجتمع القديم، وتقيم بدلاً منها قيماً جديدة أكثر تقدماً.
هذا هو ما فعلته ثورة يوليو التى مازال بعض السطحيين يتساءلون: هل كانت ثورة أم انقلاباً؟ بينما التغير الكيفى، الذى طال المجتمعات العربية كلها بعد 1952، يؤكد أنها كانت ثورة بامتياز، وعلى سبيل المثال كانت قيم المجتمع قبل 1952 تقوم على الحسب والنسب، فيقول الأب إن ابنته متزوجة من ابن فلان بيك أو فلان باشا، ثم جاءت الثورة فأقامت مجتمعاً جديداً يعلى من شأن العمل، فيقال إن فلاناً مهندس أو دبلوماسى أو أستاذ جامعى، أما فى فترة انفتاح السبعينيات، التى اتسمت بالجشع المالى الذى أوصلنا إلى فضائح الفراخ الفاسدة وتوظيف الأموال ورشاوى الشركات الأجنبية، فقد تغيرت منظومة القيم ولم يعد يهم إن كان المرء سليل العائلات الكبرى أم غير ذلك، ولم يعد بهم أيضاً إن كان سفيراً أو طبيباً، فقد أصبح الإنسان يساوى ما معه من مال، وهنا أصبح موضوع، المفاخرة أن الابنة تزوجت من مليونير، فلا يسأل أحد «هو ابن مين؟» ولا «بيشتغل إيه؟».
وإذا كنا قد أسقطنا نظام الإخوان، وكذلك النظام الذى سبقه، فأين نظامنا البديل الذى سيصنع المجتمع الجديد الذى من أجله قامت الثورة؟ إن لدينا الآن دستوراً جديداً يحدد معالم هذا المجتمع، كما أننا فى نفس الوقت على أبواب انتخابات رئاسية ونيابية ستأتى بنظام سياسى جديد، فما هى منظومة القيم التى سيأتى بها والتى عندها فقط تكون الثورة قد حققت أهدافها؟ لذلك حديث آخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين قيم الثورة أين قيم الثورة



GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon