توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزير في اللجنة

  مصر اليوم -

الوزير في اللجنة

محمد سلماوي

جو من البهجة أحاط بلجنة الانتخابات التى أدليت فيها بصوتى بالمعادى، وكأن المواطنين فى عيد، امتد الطابور بطول الرصيف لمسافة 300 متر تقريباً، تصورنا أنها كامل الطابور، لكننا وصلنا إلى داخل مدرسة الليسيه، فإذا بالطابور يمتد حوالى 100 متر أخرى بالداخل، وطوال وقت الانتظار فى الداخل والخارج، كان الناس يتحدثون إلى بعضهم البعض فى سعادة وكأنهم اطلعوا على النتيجة قبل أن يجيئوا، مرت بجوارنا سيارات فى الشارع تصفق وتذيع أغنية «بشرة خير» وكأنها فى زفة. بعد حوالى 40 دقيقة من الوقوف فى الشمس، فوجئنا برئيس اللجنة يرسل لنا علب العصير الصغيرة، التى أمر أحد المجندين بإحضارها من الكشك المجاور، بينما وقف مجند آخر إلى جوار كرسيين متحركين كى يساعد بعض كبار السن على الجلوس على أحدهما ليدفع به إلى داخل اللجنة.
كان الرجل الواقف خلفى فى نقاش مهم مع زميله حول الأوضاع الحالية، وماذا يمكن للرئيس القادم أن يفعله فى هذا البلد، الذى جاءت الحكومات وذهبت والمشاكل كما هى.
قال الرجل: المسألة ليست بحاجة إلى تكنولوجيا، فالحلول معروفة، ولكن على الناس أن تطبقها. رد عليه زميله: بدون مشاركة الجميع لن ينصلح حال البلاد، فليس هناك رئيس يستطيع وحده أن يفعل أى شىء، الحل يكمن فى وجود رئيس يستطيع أن يجعل الناس تعمل. وعلى الفور جاءت أصوات من حولنا فى الطابور: هذا هو من سننتخبه! سننتخب الرجل الذى يستطيع أن يجعل الناس تعمل! هو الوحيد القادر.
وانتشر الحديث بين الواقفين فى الطابور من شباب وكبار وتداخلت أصواتهم: كم من المرات قيل إن قوة مصر الحقيقية فى مواردها البشرية، لكن أحداً لم ينجح حتى الآن فى تفعيل هذه القوة، هى موارد بشرية عظيمة لكنها معطلة لأن أحداً لم يوظفها لخدمة البلد، لماذا تصبح هذه الأعداد الهائلة من البشر ميزة تدر المال وتحقق التقدم فى الصين، ولا نعرف نحن كيف نستفيد منها؟ الناس عندنا غيرها فى الصين؟! لا أبداً، إن لدينا كفاءات عظيمة، بدليل أنها ما إن تذهب إلى الخارج، حيث الكل يعمل، إلا وتبرز وتحقق إنجازات كبيرة، إن كل من نجحوا فى الخارج كان يمكن أن ينجحوا هنا أيضاً، لو أنهم عملوا واجتهدوا مثلما عملوا فى الخارج، لكن النظام هنا لا يشجع على العمل.
وعاد الرجل الأول يقول: الحل يكمن فيمن يستطيع أن يجعل هذا الشعب يعمل، لأننا لو عملنا سنحقق المعجزات.
وجاء دورى لدخول اللجنة فانقطع سير المناقشة، ودخلت اللجنة وقدمت بطاقتى وأخذت ورقة التصويت وانزويت خلف الساتر، وعلمت على الورقة وطويتها، وخرجت من وراء الساتر لأجد وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، فى وجهى يسألنى ويسأل بقية الحضور عن سير العملية الانتخابية، فرد عليه الحضور كله: المرة دى زى الفل. وخارج اللجنة انطلقت الزغاريد من حيث لا نعلم.
"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير في اللجنة الوزير في اللجنة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon