توقيت القاهرة المحلي 09:38:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دقة الخبر

  مصر اليوم -

دقة الخبر

محمد سلماوي

 فوجئت فى بعض المواقع الخبرية على شبكات التواصل الاجتماعى، فيس بوك وتويتر، بتصريح لى لم أقله يحمل عنواناً مثيراً هو «محمد سلماوى يطالب بفرض ضرائب جديدة للمثقفين»، وبتعقب أصل الخبر وجدته منقولاً عن موقع يحمل اسم «مصر العربية نيوز»، وقد وردت به تفاصيل ما أنزل الله بها من سلطان، ملخصها أننى طالبت بأن تفرض على القطاع الخاص ضرائب جديدة تذهب لتمويل سفريات للمثقفين إلى الخارج لشرح حقيقة الأوضاع فى مصر للرأى العام العالمى!!
وبعيداً عن كون المثقفين الأقدر على تقديم صورة سليمة عن الأوضاع فى مصر، فإن أقل ما يقال عن هذا الكلام هو أنه هزل لا يصدر عن إنسان عاقل، وهو ما لم أقله على أى حال، بل قلت ما يمكن أن يوصف بأنه عكسه، ففى لقاء تليفزيونى مع وزير الخارجية، نبيل فهمى، أثير موضوع القوى الناعمة المصرية من ثقافة وآداب وفنون ودورها فى السياسة الخارجية، وقيل إن هناك مشكلتين أمام الآداب والفنون المصرية وهما قضية التمويل اللازم لاستمرار الثقافة وانتعاشها، وقضية الارتفاع بمستوى المنتج الثقافى نفسه.
وقلت إن دور الثقافة فى السياسة الخارجية يجب أن يعتمد على أهل الثقافة أنفسهم، وليس على الأجهزة الحكومية، فهم أصحاب المصداقية، وهم الأقدر على تقديم صورة صادقة عن الواقع المصرى، أما قضية الارتفاع بالمستوى الفنى للمنتج الثقافى فهى مرتبطة بمشكلة التمويل على مختلف المستويات من العرض المسرحى والفيلم السينمائى، إلى طبع ونشر الكتاب وإقامة المعارض التشكيلية وتقديم العروض الموسيقية، ومن المشاكل التى علينا مواجهتها فى المرحلة المقبلة عدم إمكانية اعتماد النشاط الثقافى فى مصر على التمويل الحكومى وحده، والذى يتناقص من عام إلى عام، وقلت إنه فى الدول الأخرى يضطلع القطاع الخاص بمسؤولية تمويل الفنون والآداب، وضربت مثلاً بأوبرا المتروبوليتان فى نيويورك التى تربو ميزانيتها على الـ200 مليون دولار، والتى تأتى بالكامل من القطاع الخاص.
وهنا أوضحت أن الفرق بين الحال عندنا وعندهم هو أن أى تبرعات من القطاع الخاص عندنا إنما تقتطع من لحم الحى، بينما فى الولايات المتحدة هى تخصم بالكامل من المستحقات الضريبية للمتبرع، وطالبت بأن نعيد النظر فى القانون الحالى الذى يضع سقفاً للتبرع للعمل العام وهو 15٪ فقط من المستحقات الضريبية للمتبرع. هذا ما قلته وهو لا يدعو إلى فرض ضرائب جديدة لتمويل سفريات المثقفين إلى أوروبا وأمريكا، وإنما يعنى ألا تفرض ضرائب جديدة، بل أن يخصم من الضرائب الحالية ما تبرع به الممول للنشاط الثقافى، أياً كانت قيمة هذا التبرع.
على أن القضية التى يثيرها هذا الموضوع فى الحقيقة هى قضية الدقة فى نقل المعلومة والحيدة فى تقديم الخبر، والتى يبدو أنها أصبحت عملة نادرة رغم أنها تتصل اتصالاً مباشراً باحترام القارئ، وباحترام حقه فى المعرفة، كما تتعلق أيضاً بتدنى المستوى المهنى للكثير من المواقع الخبرية التى تتزايد بلا ضابط ولا رابط.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دقة الخبر دقة الخبر



GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon