توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سياسة مخادعة

  مصر اليوم -

سياسة مخادعة

محمد سلماوي

وكأن الأقدار أرادت أن تكشف موقف الإدارة الأمريكية المخادع من جماعات الإرهاب المسمى «الإسلامى»، والتى تعلن محاربتها فى الداخل وتؤازرها فى الخارج، ففى الوقت الذى قام فيه الإرهاب بأكبر ضرباته فى سيناء، وهى الضربة التى أدانتها كل القوى فى العالم، ذاع خبر ذلك اللقاء السرى الذى عقدته الخارجية الأمريكية مع بعض قيادات تنظيم الإخوان المسلمين ممن كانوا ينتمون لحزب الحرية والعدالة المنحل، والذى أنكرت المتحدثة باسم الخارجية علمها به، ثم عادت فى اليوم التالى تعترف به، وتصفه بأنه كان «لقاء مجاملة».

إن لهذا الاجتماع دلالات خطيرة، لأنه يؤكد أن واشنطن لم تحِدْ قيد أنملة عن سياستها المزدوجة التى تحارب إرهاب الإسلام السياسى بيد وتمد له العون والتأييد باليد الأخرى، وهى سياسة تنبع من فكرة أخطر ترى بوجود إسلام سياسى «معتدل» إذا ما أقامت واشنطن معه علاقات وثيقة استطاعت أن تسيطر على الأجنحة المتطرفة منه، وهى فكرة إن دلت على شىء فتدل على جهل أمريكى كامل بطبيعة ذلك الإسلام السياسى وبتاريخه منذ قيام جماعة الإخوان عام 1928، وإذا كانت تلك هى الفكرة المسيطرة على السياسة الخارجية الأمريكية، فذلك يعنى أننا أمام مشكلة.

إن جماعة الإخوان المسلمين هى المنظمة الأم التى انبثقت عنها كل جماعات الإسلام السياسى فى العالم بلا استثناء، وهى جميعها جماعات تدين بالولاء للإخوان، وإذا كانت تلك الجماعات تتخذ من العنف وسيلة لتحقيق أهدافها، فذلك لأن جماعة الإخوان نفسها نشأت فى العنف وكانت منذ بداياتها صنوا له، فحسن البنا الذى أنشأ الجماعة هو نفسه الذى أنشأ تنظيمها السرى الذى كان ينفذ عمليات الاغتيال التى قام بها الإخوان.

ولقد تلاعبت جماعة الإخوان، خاصة فى سنواتها الأخيرة، بتلك الفكرة، فكانت تعتمد سياسة مزدوجة تزكى هذه الفكرة الخاطئة باعتماد خطاب سياسى أمام العالم مغاير تماماً لما تقدمه فى الداخل، فيعلن أحد قياداتها مثلاً ترحيبه بيهود إسرائيل، ويعلن هو نفسه للجماهير فى الداخل الزحف بالملايين لتحرير القدس من احتلال اليهود، الذين وصفهم محمد مرسى، قبل توليه الرئاسة، بأنهم أحفاد القردة والخنازير، وهكذا تقدم مواقع الإخوان الإلكترونية باللغة الإنجليزية ما لا تقدمه باللغة العربية.

إن تلك السياسة المخادعة من جانب واشنطن والإخوان معاً ستكون لها عواقب وخيمة تعوق أى محاولات للمصالحة فى المستقبل سواء مع جماعة الإخوان أو مع السياسة الخارجية الأمريكية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة مخادعة سياسة مخادعة



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon