توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شارلى والسيسى

  مصر اليوم -

شارلى والسيسى

محمد سلماوي

شاءت الظروف أن يأتى الهجوم الإرهابى الأخير الذي وقع باسم الإسلام على مجلة «شارلى إبدو» الفرنسية بعد ساعات من الزيارة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للكاتدرائية المرقسية بالقاهرة للتهنئة بأعياد المسيحيين، مؤكداً سماحة الدين الإسلامى وقبوله للآخر.

والحقيقة أن المتابع للأعداد المتوالية لهذه المجلة الساخرة، خاصة في ظل رئاسة تحرير ستيفان شاربونييه، يعرف جيداً أن رسومها كانت مستفزة إلى حد بعيد، ولكن ليس للمسلمين وحدهم، فقد انتقدت المجلة اليهود بشدة في بلد يجرم ما يطلقون عليه العداء للسامية، قاصدين انتقاد إسرائيل، كما انتقدت الكنيسة وبابا الفاتيكان في مناسبات مختلفة، بالإضافة بالطبع لانتقاداتها اللاذعة للسياسيين من رئيس الجمهورية إلى باقى المسؤولين.

ومع ذلك فمازلت أذكر بعض الرسوم التي وجدت فيها ما يمكن أن يكون دفاعاً عن الإسلام ضد من يستخدمون اسمه في أعمال العنف والإرهاب، وربما كان هذا ما أثار الإرهابيين الذين قاموا بالمذبحة الأخيرة التي انتفض لها العالم أجمع، وكان الأزهر الشريف سباقاً لإدانتها، فقد نشروا على غلاف المجلة رسماً لنبى الإسلام، عليه الصلاة والسلام، ممسكاً برأسه في أسى وهو يقول: هذا ما يأتيك حين يكون محبوك من الأغبياء! ولا أذكر المناسبة التي نشر فيها هذا الرسم، لكنه يبدو اليوم وكأنه تعليق على الهجوم الأخير الذي تقع مسؤوليته على الأغبياء الذين ارتكبوه وليس على الإسلام أو نبيه.

إن حادث الاعتداء على «شارلى إبدو» لم يذهب ضحيته الــ12 صحفياً الأبرياء الذين كان من بينهم رئيس التحرير، وإنما أيضاً بعض الاتهامات التي كانت توجه لنا من الغرب والقائلة بأن عمليات الإرهاب التي نشهدها عندنا سببها غياب الحرية والفقر والبطالة وتدنى مستوى التعليم إلى آخر تلك القائمة التي علينا النهوض بها بلا شك، لكن القول بأنها هي السبب في العنف والإرهاب هو تسطيح مخل، لأنه يضع مسؤولية الانحراف على المجتمع وليس على المجرمين الذين يقومون بعمليات الإرهاب.

إن حادث «شارلى إبدو» يثبت أن الخلل يكمن في مرتكبى هذه الأعمال وما يملأ رؤوسهم من أفكار منحرفة لا تمت للدين الذي يتحدثون باسمه بصلة، وأنهم سيرتكبون جرائمهم النكراء سواء كانوا أبناء مجتمعات تعانى بالفعل من التخلف وغياب الحرية أو ولدوا في مجتمع مترف يعتبر عنوان الحرية والتقدم.

إن المقارنة بين ما حدث عندنا بمشاركة رئيس الجمهورية للأقباط أعيادهم وما يحدث من أعمال إرهابية سواء في سيناء أو في باريس يحدد لنا وللعالم بوضوح في أي جانب يقع صحيح الإسلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شارلى والسيسى شارلى والسيسى



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon