محمد سلماوي
قام، أمس، المتظاهرون فى نيويورك ضد عنف البوليس الأمريكى بإغلاق ثلاثة كبارى مهمة فى المدينة من بينها كوبرى مانهاتن الذى يربط قلب المدينة بجزيرة مانهاتن الرئيسية، فى الوقت الذى استمرت فيه المظاهرات فى مدينة فيرجسون بولاية ميزورى لليوم الثالث على التوالى، وتخللتها أعمال عنف ضد قوات البوليس وحرق بعض المبانى والاعتداء على سيارات الشرطة.
وكما هو معروف، كانت المظاهرات قد عمت مدينة فيرجسون، فى أغسطس الماضى، حين قام أحد رجال الشرطة بإطلاق النار على متظاهر أسود يبلغ من العمر 18 عاماً فأرداه قتيلاً على الفور، واندلعت موجات الاحتجاج فى الكثير من المدن الأمريكية آنذاك ضد عنف الشرطة الأمريكية المعهود.
ثم تجددت المظاهرات العنيفة مرة أخرى منذ أيام حين خلصت المحكمة إلى تبرئة الضابط الأبيض الذى أطلق النار على الشاب الأسود، فنزلت حشود غاضبة إلى الشوارع فى مدينة فيرجسون، وحاصرت قسم الشرطة، وتعرض رجال الشرطة إلى إطلاق النار والقذف بالحجارة، وسرعان ما امتدت المظاهرات الغاضبة ضد عنف الشرطة إلى سياتل وشيكاغو ولوس أنجلوس وأمام البيت الأبيض بواشنطن.
وكتبت جريدة «واشنطن بوست» تقول إن المظاهرات التى تعم عدة مدن أمريكية الآن ليست فقط ضد اغتيال الشاب الأعزل مايكل براون ولا ضد مشاعر العنصرية تجاه السود، وإنما هى فى الأساس ضد عنف الشرطة الأمريكية الذى طالما عانت منه الجماهير التى انفجر غضبها بمناسبة قيام الضابط الأبيض بإطلاق النار على براون.
وإذا قارنا بين ما يحدث الآن فى الولايات المتحدة وما حدث فى مصر أثناء فض مظاهرات الإخوان نجد الفرق الأساسى يكمن فى أن المتظاهرين عندنا كانوا يحملون السيوف والأسلحة النارية، بينما المتظاهر الأمريكى الشاب كان أعزل، فأين الاحتجاجات الدولية على ما حدث فى فيرجسون؟ لقد مضى على تلك الواقعة حوالى أربعة أشهر لم نشهد خلالها حملة دولية، من جانب منظمات حقوق الإنسان الغربية ضد قتل الشرطى للشاب الأعزل ولا ضد حكم المحكمة الأخير بتبرئة الضابط بناءً على أنه قال إنه تصور أن المتظاهر الأسود يهدد حياته، فاستخدم حقه فى الدفاع عن النفس وقتله، فهل تقبل منظمات حقوق الإنسان الغربية أن يكون لرجال الشرطة عندنا نفس هذا الحق فى الدفاع عن أنفسهم ضد من يهددون حياتهم؟!