توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كامل دياب

  مصر اليوم -

كامل دياب

محمد سلماوي

كان الدكتور كامل دياب، رحمه الله، مثالا للاقتصادى الذى يهتم فقط بعمله ولا تستهويه كثيرا أضواء الإعلام أو نجومية السياسة، فقد كرس وقته وجهده

طوال حياته لإتقان عمله الاقتصادى، فأفاد مصر أضعاف ما فعل من يستخدمون مكانتهم المالية كى يفوزوا بالنفوذ السياسى، وربما كان أشهر هؤلاء فى

الجيل القديم المهندس عثمان أحمد عثمان الذى يظل إنجازه فى مجال المقاولات أضخم وأنفع للناس من مساهماته الضارة فى مجال السياسة، وأشهرهم

فى الجيل الجديد أحمد عز الذى حقق إنجازات هائلة فى صناعة الحديد، لكن تدخله فى السياسة، خاصة فى الانتخابات البرلمانية لعام 2010، كان من

بين أسباب قيام ثورة 25 يناير.

على النقيض من هؤلاء يأتى كامل دياب الذى ملك كل أسباب الشهرة وفُتحت أمامه أبواب العمل السياسى على مصراعيها، لكنه فضل العمل الاقتصادى

وحده فترك وراءه إنجازات يؤرخ بها للتنمية فى مصر، فهو نجل محمد توفيق دياب الجهادى الكبير الذى دفع ثمنا لمواقفه الوطنية، يكفى إدخال عائلته

كلها فى العمل السياسى، وقد كان كامل دياب قريبا من والده وأمينا على سره، وهو الذى حفظ أوراقه بعد مماته، كما كان كامل دياب هو خزينة

المشروعات المغامرة لنجل شقيقته المهندس صلاح دياب، ففى أثناء سنوات الدراسة قرر طالب الهندسة صلاح دياب أن تكون له أكبر محال الحلويات فى

مصر، وكان خاله كامل دياب هو الذى دفع له تأمين دخول مزاد المقر الأول لحلويات «لابوار» بجاردن سيتى، والذى لم يكن الطالب الشاب يحتكم

عليه، فقد كان 204 جنيهات، ثم كان كامل دياب هو حجر الأساس المتين الذى قام عليه مشروع أكثر جنونا لصلاح دياب وهو إنشاء جريدة يومية فى

عصر كانت الصحافة فيه حكومية، والقليل الحزبى منها كانت تتم ملاحقته المستمرة، ونجحت «المصرى اليوم» كما نجحت كل مشروعات صلاح

دياب، وكما نجحت كل مشروعات كامل دياب.

ومثلما رفض كامل دياب دخول أى من أبواب السياسة التى كانت مفتوحة أمامه، رفض أيضا دخول أبواب الشهرة الصحفية التى فتحتها أمامه «المصرى

اليوم»، التى كان أول رئيس لمجلس إدارتها.

ولقد عرفت كامل دياب منذ أكثر من 40 عاما، وتزاملت مع قرينته الفاضلة فى الجامعة، وجمعت بيننا صداقة أعتز بها، ذلك أن السيدة نعمت التهامى

قررت أن تعود للدراسة بعد أن كبر أبناؤها، ليس للتسلية وقتل الوقت وإنما للتقدم والمعرفة، وأكملت هى المشوار الذى لم أكمله فحصلت على الدكتوراة

فى الأدب الإنجليزى.

وكان كامل دياب فى كل مرة ألقاه مثالا للهدوء والثقة بالنفس والأدب الجم، رحم الله اقتصادى مصر الكبير كامل توفيق دياب، وجزاه خيراً على ما قدمه

من إسهام كبير فى تنمية بلاده وتقدمها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كامل دياب كامل دياب



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon