توقيت القاهرة المحلي 09:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لحظة الإنقاذ!

  مصر اليوم -

لحظة الإنقاذ

محمد سلماوي

فى الحوار التليفزيونى الممتد للمرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسى مع كل من إبراهيم عيسى ولميس الحديدى، كانت أهم لحظاته هى تلك التى جاءت فى نهاية الجزء الثانى من الحوار، والتى وصف فيها السيسى المرحلة التى تمر بها مصر الآن بأنها «لحظة الإنقاذ»، ففى هذا الوصف جسّد المشير، ليس فقط الأزمة التى تمر بها البلاد، وإنما أيضاً أهمية التوقيت، حيث وجد أننا وصلنا إلى اللحظة التى تتطلب عملية إنقاذ عاجل يخرج البلاد من أزمتها الراهنة التى دامت سنين دون أن يتمكن منها أحد، أو يدرك ضرورة الإسراع بالحل.
لقد وضع السيسى فى هذا التوصيف المكون من كلمتين رؤيته حال البلاد الآن وهى رؤية ثاقبة وصحيحة، كما أوضح أيضاً نوعية السياسات التى سيتبعها، والتى سيكون هدفها إنقاذ البلاد، فهو لم يستخدم تعبير حل المشاكل مثلاً أو إصلاح الأوضاع، وإنما استخدم كلمة «لحظة» التى تجسد معنى أهمية التوقيت الذى إن فات أوانه انهالت علينا عواقبه، كما استخدم كلمة «إنقاذ» التى تستدعى معنى الإجراءات الجذرية لإنقاذ الحياة، كما يكون الحال مع الغريق أو من تتعرض حياته للخطر، فيتم إنقاذه فى اللحظة المناسبة.
وإذا أضفنا إلى ذلك بعض المفردات اللغوية الأخرى التى وردت فى الحديث مثل: الحياة والموت، ومثل: يجب أن نضحى جميعاً ببعض طلباتنا من أجل مصر، ومثل: لن نسمح بالإرهاب، ومثل سأفعل كل ما تحتاجه مصر، اتضح على الفور أن استخدام تعبير «لحظة إنقاذ» لم يكن اعتباطاً وإنما جاء معبراً عن نسق فكرى واضح المعالم، يرى الموقف خطيراً يكاد يكون فارقاً بين الحياة والموت، ويرى أن اللحظة التاريخية مواتية للخروج من الأزمة، ويعبر عن عزمه تحقيق الانتصار.
إن مثل هذا التصور إنما يعنى أن السيسى لا يقدم وعوداً زائفة للناخبين، وإنما يقدم لهم تشخيصاً واقعياً يتطلب جهداً شاقاً يشارك فيه الجميع، وهو المعنى الذى كرره أكثر من مرة خلال الحديث وخلال خطابات سابقة قال فيها إن الجميع سيكون مطالباً ببذل الجهد من أجل الإنقاذ.
إن تعريف عظماء القادة فى التاريخ هو أنهم يدركون طبيعة اللحظة التاريخية ويصارحون جماهيرهم بنوعية العلاج دون خداع ولا تجميل.
هذا ما فعله تشرتشل فى خطابه الشهير وقت الحرب العالمية الأخيرة حين قال لمن انتخبوه إنى لا أعدكم إلا بالعرق والدموع! فالتف حوله الإنجليز بالتضحية والعطاء، وصار نصيب كل مواطن بيضة واحدة فى الأسبوع، إلى أن انتصرت بريطانيا على الخطر الذى كان يتهددها.
إننا نواجه مثل هذه اللحظة وأمامنا مثل هذه القيادة، فهل هناك الشعب القادر على الارتفاع إلى قامة هذه اللحظة، فيحقق لأبنائه ولبلده الإنقاذ الذى طال انتظاره؟!
"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظة الإنقاذ لحظة الإنقاذ



GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

GMT 08:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon