توقيت القاهرة المحلي 03:55:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا كان التعاطف؟

  مصر اليوم -

لماذا كان التعاطف

محمد سلماوي

لماذا كان هذا التعاطف العالمى غير المسبوق مع الشعب الفلسطينى فى غزة وتلك الإدانة القاطعة من الرأى العام العالمى للوحشية الإسرائيلية فى الهجوم على المدنيين العزل؟ هذا هو السؤال الذى تفرضه الصور القادمة إلينا من مختلف مدن العالم للمظاهرات التى تندد بوحشية الهجوم الإسرائيلى وتدعم المدنيين الفلسطينيين بشكل لم نعهده من قبل.
سيقول البعض إنها قسوة الهجمة التى خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، لكن الحقيقة أن تلك القسوة هى القاسم المشترك فى كل الهجمات الإسرائيلية عبر مختلف الحكومات والعهود، فقد عايشها الفلسطينيون منذ مذبحة دير ياسين قبل أكثر من نصف قرن من الزمان عبر مذبحة صبرا وشاتيلا إلى الهجوم السابق على غزة عام 2009، لكن المقارنة بين صبرا وشاتيلا على سبيل المثال والمذبحة التى تشهدها غزة الآن تظهر متغيراً جديداً طرأ عبر السنوات الأخيرة على وسائل الاتصال الحديثة وطرق نقل المعلومات، حيث تحررت وسائل نقل المعلومات والصور من أسر الصحافة الرسمية التى كان يسيطر عليها النفوذ اليهودى فى الغرب بأكمله وفى كثير من دول الشرق، لتنتقل صور قتل الأطفال وسفك دماء المدنيين وهدم المنازل والمستشفيات، وكلها جرائم حرب تعاقب عليها اتفاقية جنيف، عبر شبكات التواصل الاجتماعى من «فيس بوك» و«تويتر» والرسائل التليفونية القصيرة بلا رقابة من رئاسة تحرير تقوم بتحديد ما ينشر فى الجريدة وما لا ينشر.
لقد نجحت إسرائيل طوال العقود الماضية، وفى غيبة كاملة للعرب، فى فرض سيطرتها على وسائل الإعلام الأمريكية كلها وعلى العدد الأكبر من وسائل الإعلام الأوروبية، بحيث روجت لبعض الحقائق المغلوطة وحالت دون وصول الحقيقة للقارئ، فقيل إن إسرائيل لها الحق فى أراضى الغير، وإنها واحة التحضر والديمقراطية، وإن العرب والمسلمين دمويون والفلسطينيين إرهابيون، وكانت لكل جريدة أو قناة تليفزيونية سياستها التحريرية التى تسمح لرئاستها بألا تنشر مما يرد إليها من المراسلين إلا ما يتفق مع هذه السياسة.
لكن ها هو عالم الاتصالات قد تغير، ولم يعد المواطن بحاجة لانتظار نشرة أخبار الـCNN أو صدور الـ«نيويورك تايمز» فى الصباح ليعرف الأخبار، فالأخبار أصبحت تأتيه الآن بشكل طازج عبر صور بصرية يشاهدها كلما نظر إلى تليفونه المحمول فى كف يده.
إن الرأى العام العالمى يكتشف الآن لأول مرة حقائق الصراع العربى الإسرائيلى التى كانت خافية عليه، ولم يكن هجوم إسرائيل الوحشى على غزة إلا المناسبة التى أطلقت كل هذه الحقائق من أسرها الذى استمر عقوداً طويلة.
أما السؤال الذى علينا أن نوجهه لأنفسنا الآن فهو: ماذا نحن فاعلون بذلك، وكيف يمكن استثمار هذا التعاطف الدولى الذى لم نشهده من قبل؟!
"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا كان التعاطف لماذا كان التعاطف



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon