توقيت القاهرة المحلي 19:56:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبرياء غزة

  مصر اليوم -

أبرياء غزة

عمرو الشوبكي

مأساة أهل غزة الكرام والعظام والصابرين أن من يحتل أراضيهم ويقتل أطفالهم هو آخر سلطة احتلال فى العالم، ودولة استثناء فوق القانون وقرارات الشرعية الدولية التى امتهنتها فى الوحل بعد أن صدر ضدها 63 قرارا دوليا لم تحترم منها قرارا واحدا.

المأساة الكبرى أن هذا الشعب البطل والمقاوم يحكمه تنظيم حماس الإخوانى منذ يناير 2006، حين وصلت الأخيرة إلى «السلطة» عبر انتخابات حرة شهد لها العالم أجمع، وتفاءل الكثيرون بأنه يمكن السيطرة على تطرف حماس عبر العملية الديمقراطية، ولكن الذى حدث كان العكس تماما، حيث دمرت سياسة حماس العملية الديمقراطية ذاتها، وقادت انقلابا دمويا ضد فتح والسلطة الفلسطينية فى يونيو 2007، سقط فيه ما يقرب من 1000 قتيل معظمهم من حركة فتح، وشاهد الجميع ميليشيات حماس وهى تلقى بكوادر فتح من فوق مبانى غزة، ورفضت حماس منذ ذلك التاريخ إجراء أى انتخابات وأخذت غزة إمارة إخوانية وحولتها إلى سجن كبير.

ورغم هذا التاريخ المتتالى من الفشل الحمساوى إلا أن هذا لا يعنى المساواة بين سلطة احتلال غاشم وحركة حماس، مهما كانت ممارستها الكارثية، لأن الأمر هنا يتعلق بموقف مبدئى وأخلاقى وسياسى تجاه دولة احتلال، وهو أمر يختلف عن الموقف من فصيل سياسى فاشل لشعب واقع تحت الاحتلال.

ومع ذلك فإن هذا لا يعنى تجاهل مسؤولية حماس وفشلها فى إدارة قطاع غزة، ومتاجرتها بدماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى، حتى صار لا يفرق معها سقوط مئات الشهداء وعشرات الأطفال وآلاف الجرحى، فحسابات حماس لم تعد المقاومة، إنما توظيف الأخيرة لحسابات الحركة والجماعة.

إن اعتبار ما يجرى فى غزة مقاومة، لأن هناك قتيلا إسرائيليا فى مقابل 300 فلسطينى، أمر لا يمكن قبوله ولا فهمه، فهو تكرار لنفس مدرسة صواريخ صدام حسين وإرهاب القذافى ومغامرة حزب الله فى 2006، وانتهى بأن تحول إلى تنظيم طائفى يقاتل فى سوريا وليس إسرائيل.

حماس قدمت شهداء من أجل القضية الفلسطينية، مثلها مثل باقى فصائل المقاومة، ولكن التحول الذى جرى عقب انقلابها وسيطرتها على قطاع غزة، وانتقال حساباتها المقاومة إلى حسابات تنظيم وجماعة تسيطر على جزء من فلسطين بالقهر قد قضى على نبل أهداف المقاومة.

إن حماس هدفها جلب مراقبين دوليين للسيطرة على المعابر، خاصة معبر رفح لتبعد السلطة الفلسطينية وتقلص الدور المصرى، كما أنها لا ترغب فى أن تدفع استحقاقات حكومة الوحدة الوطنية والانتخابات القادمة التى ستخسرها حتماً، فقررت الدخول فى مغامرة عسكرية نتيجتها معروفة سلفاً، لأن هدفها ليس مقاومة حقيقية للمحتل، إنما دهاليز السياسة الضيقة ومكاسبها الصغيرة.

مأساة ما فعلته حماس أن هناك أبرياء فى قطاع غزة دفعوا ثمنا باهظا من دمائهم نتيجة ممارساتها، ومأساة هؤلاء أن هناك فى مصر من برر العدوان الإسرائيلى، لأن حماس هى المسيطرة على غزة وتلك كارثة لا تقل سوءاً عن جرائم الاحتلال وخطايا حماس.

أبرياء غزة هم وحدهم الذين يستحقون التضامن والدعم (بلا حدود)، وفى هذا نحن جميعا مقصرون ومتأخرون، بل إن بعضنا خضع لابتزاز قلة من الإعلاميين والأقلام المنحرفة التى تورطت فى الخلط الخطر بين أهل فلسطين وحماس، وبين الاثنين والاحتلال، فضاع حق الأبرياء الذين يسقطون كل يوم فى غزة بين عدوان الاحتلال وفشل حماس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبرياء غزة أبرياء غزة



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon