توقيت القاهرة المحلي 09:26:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة البرلمان المؤجلة

  مصر اليوم -

أسئلة البرلمان المؤجلة

عمرو الشوبكي

قررت المحكمة الدستورية حجز الدعاوى المقامة لبطلان الانتخابات البرلمانية لجلسة الأحد المقبل للنطق بالحكم. وأياً كان الحكم فإن مشكلة البرلمان القادم تكمن فى الطريقة التى تعاملت بها السلطة السياسية مع قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر، وترك الأمر برمته لمجموعة من الحرفيين وخبراء القانون والأمن، وغاب تماما أى حضور لسياسيين من أى نوع تماما مثلما كان يجرى فى عهد مبارك، ومع ذلك فشلوا فى وضع نص قانونى خال من العوار الدستورى.

والحقيقة أن نصا قانونيا خاليا من الإجابة عن سؤال لماذا تم وضع قوائم أربع بنظام القائمة المطلقة وليس أكثر؟ ولماذا قُسمت الدوائر الانتخابية بهذه الطريقة العشوائية غير المسبوقة فى تاريخ مصر أو غيرها من دول العالم؟ لن يجعلنا نتقدم خطوة للأمام.

والحقيقة أن قانون انتخابات يصغر مساحة الدوائر وأعداد الناخبين، حتى أصبح هناك تقريبا نائب لكل عدد يتراوح بين 120 إلى 130 ألف ناخب، وأصبح من الوارد أن ينجح فيهم نائب بعشرة آلاف صوت من عشيرته أو شلته، سيفتح الباب واسعا أمام نواب العصبيات وشراء الأصوات وكتل المستقلين، وأيضا الطعن على دستورية القانون، لأن هناك دوائر بمقعدين وثلاثة، «وهو ما كتبته حرفيا فى مقال (قانون الانتخابات الأسوأ)»، وأن الحجة البليدة الكارثية أنه يجب أن نزيد عدد نواب البرلمان، لأن هناك زيادة فى عدد السكان، نسيت أو تناست أن بلدا مثل الهند تجاوز عدد سكانه مليارا و200 مليون نسمة وبرلمانه يضم 550 عضوا وليس عشرات الآلاف من النواب وفق نظرية نائب لكل 131 ألف ناخب.

وقد تفاوت تقسيم دوائر الفردى الـ420 مقعدًا من دائرة إلى أخرى، فشهدنا «بالصلاة على النبى» 119 دائرة بمقعدين، و77 بمقعد، و35 بثلاثة مقاعد، وهو أمر يدل على التفكير بالقطعة الذى تحكمه تفاصيل فنية وإدارية منفصلة تماما عن أى رؤية سياسية، أو حتى تصور عام وشامل.

الطبيعى والبديهى أن يوضع نظام انتخابى للأمة لا يُفصل على مقاس أحياء أو أقسام أو دوائر، وأن يكون هذا النظام موحدا لكل الجمهورية، كأن ينص مثلا على وجود نائبين لكل 500 ألف ناخب كما نقترح، وقد تكون هناك استثناءات بنص قانونى فى دوائر حدودية (حلايب وشلاتين).

لأن الأمم التى ترغب فى التقدم لا تضم فقط حرفيين يُفصلون القوانين على الأوضاع الإدارية القائمة، إنما قدر محسوب من الخيال السياسى يصنع تراكما للأمام من خلال البناء على ما تعرفه شعوبها وتعدله كل فترة، اعتادت مصر على انتخاب نائبين فى كل دائرة، أحدهما عامل أو فلاح والثانى فئات، ومع إلغاء هذا النص من الدستور بجرأة من قِبَل لجنة الخمسين، كان من الطبيعى أن نستكمل هذا المسار ونبنى عليه، وأن تكون الدوائر الفردية مقعدين كجزء من الثقافة السياسية «الحميدة»، بعد إلغاء نسبة الـ50% عمالا وفلاحين، واعتاد فيها المصريون التصويت لاثنين.

أما القوائم فيجب على أى صانع قرار أن يقرأ مشهد القوائم ويتأمله، فعمليا مستحيل أن يتجمع الجميع فى قائمة واحدة، وليس مطلوبا أن يتجمعوا فى قائمة واحدة، إنما أن يتنافسوا فى مناخ صحى، وأن تكون القوائم معبرة عن التنوع السياسى الموجود فى المجتمع، خاصة بين القوى المؤيدة لانتفاضة 30 يونيو العظيمة.

وإذا كان هناك اعتراف بضعف الأحزاب وانتقادات تملأ الدنيا عن هشاشة الأحزاب، واتضح عجزها عن تشكيل قوائم قادرة على المنافسة واستسلامها بسهولة أمام ظهور قائمة «فى حب مصر» التى قيل إنها مدعومة من الدولة، فتفككت قوائم تحالفات، وهرولت قوائم أخرى للحاق بالقائمة التى تصور الكثيرون أنها ستفوز، وفشلت تيارات أخرى فى استكمال قوائمها وإيجاد الأعداد المطلوبة.

وللخروج من هذا التخبط والتعثر المبكر لابد أن تكون القوائم قوائم محافظة أو على الأقل 25 قائمة، مادمنا اعتمدنا نظام القائمة المطلقة التى تعبر عن الواقع المحلى والسياسى لكل محافظة، ويتنافس فيها أفضل ما فى قوائم «فى حب مصر» و«صحوة مصر» و«الجبهة المصرية» و«حزب النور»، وكل من لديه القدرة على تشكيل قائمة بدلا من قوائم بدت أقرب إلى قوائم التعيين من قوائم الانتخابات، مع العلم أن الدستور أعطى الحق لرئيس الجمهورية فى تعيين 5% من أعضاء البرلمان، وهو رقم غير مسبوق فى تاريخ مصر وكثير من دول العالم، إيمانا بأهمية تمثيل كفاءات، ومراعاة لغياب شرائح مجتمعية لا تأتى بالانتخاب. فهل سيفتح حكم المحكمة الدستورية، يوم الأحد المقبل، الباب لمعالجة سياسية أخيرة لعيوب هيكلية فى قانون الانتخاب وتقسيم الدوائر أم سنستمر فى مسار خطأ وخطر سندفع جميعا ثمنه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة البرلمان المؤجلة أسئلة البرلمان المؤجلة



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 09:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا
  مصر اليوم - أسباب تأجيل فيلم الديب لأحمد السقا

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon