توقيت القاهرة المحلي 12:20:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أساليب الوطنى

  مصر اليوم -

أساليب الوطنى

عمرو الشوبكي

أسوأ ما فى الحديث الرائج عن الحزب الوطنى أنه سطّح النقاش حولها وشخصنها فى عدد من الأسماء من رموز الوطنى، واعتبر أنه باختفائها أو بمطالبة النظام الجديد بعزلهم ومنعهم من الترشح فى الانتخابات القادمة تنحل مشكلة الحزب الوطنى والنظام القديم.

والحقيقة أن مرددى هذا الخطاب هم فى الواقع لا يختلفون كثيرا عن رجال النظام القديم فهم الوجه الآخر لنفس العملة التى تتعامل مع موضوع الانتخابات باعتبارها كعكة يجب أخذ نصيبهم منها ليس عن طريق المنافسة الشريفة وفق قواعد قانونية جديدة وصارمة، إنما بعزل المنافسين تحت حجج مختلفة بأنهم إما فلول أو طابور خامس وغيرها دون أدنى اهتمام بتغيير البيئة الانتخابية، وكأن المطلوب هو فقط استبعاد الخصوم، وإدارة الانتخابات بنفس الطريقة القديمة من سطوة رأس المال والبلطجة وشراء الأصوات وعدم التزام الدولة بمواجهة هذه الأساليب التى مارسها كثير من قيادات الحزب الوطنى.

والحقيقة أن النظام القديم فى مصر كان خليطاً من مكونات عديدة، فهناك الرموز التى تورطت فى قضايا فساد وإفساد سياسى، كثير منها يحاكم ويقف خلف القضبان، وبعضها تمت تبرئته لعدم كفاية أدلة الإدانة الجنائية رغم إدانته السياسية من الشعب.

وهناك مكون آخر من مكونات النظم القديمة (وليس فقط نظام مبارك) يتعلق بالقوى التقليدية والمحافظة فى المجتمع التى اعتادت أن تعمل مع الدولة وتنظيمها الذى تنشئه منذ الاتحاد الاشتراكى فى عهد عبدالناصر وحتى الحزب الوطنى فى عهدى السادات ومبارك، وهؤلاء يمثلون فى أغلبهم الجانب التقليدى من الثقافة السياسية المصرية التى اعتادت أن تعتمد على الدولة فى تخليص مصالحها، وبنت على جهازها المترهل الذى يضم رقماً فلكياً تجاوز 6 ملايين عامل، شبكات مصالح متعددة الأشكال والألوان بعضها فاسد وكثير منها يقوم على ثقافة العشم والواسطة و«شيلنى واشيلك» وخدمات أهل الدائرة والحى والحتة، وهى كلها أمور وفرتها أحزاب الدولة، خاصة فى طبعتها الأخيرة مع الحزب الوطنى.

والسؤال: إذا كان فى مصر نظام سياسى وشبكات مصالح بنت فى معظمها حول الدولة، وأنت ترغب فى تغييرها، فهل تتصور أنك بالهتاف اليومى ضدها ستتغير؟ أم أنك فى حاجة لبناء نمط أكثر حداثة يلبى مصالح جديدة داخل المجتمع المصرى من رجال أعمال شباب يرغبون فى بناء نمط جديد من العلاقات الاجتماعية، ويدافعون عن بقاء الدولة، ولكنهم يرغبون فى إصلاحها وتحديثها ويرفضون أن تكون علاقتهم بها قائمة على النمط السابق من نفاق فج للحاكم وتقديس من فى السلطة، تماما مثلما ظهرت قوى وأحزاب مدنية جديدة تحاول أن تبنى مؤسسات بديلة وتخلق شبكة مصالح اجتماعية مرتبطة بالطبقة الوسطى وبرأس مال أكثر حداثة وديمقراطية، وتتجاوز فى نفس الوقت الصوت الاحتجاجى.

النظام القديم لن يعود إلا ببناء نظام جديد يكون قادراً على ملء الفراغ الذى سبق أن ملأه الإخوان، أما إذا كان الهدف هو التهام جزء من كعكة السلطة والبرلمان من خلال نفس المنظومة القديمة من رشاوى انتخابية وشراء أصوات وبلطجة لا يحاسب عليها أحد وتتفرج عليها أجهزة الدولة والأمن كما فعلت فى عهد مبارك، فمعناه حتماً أنك جزء من منظومة الفساد والإفساد القديمة حتى لو طالبت كل يوم بعزل الفلول، فالمطلوب هو عدم تكرار أساليب الفلول فى 2010 مرة أخرى فى 2015 وهذا هو دور الدولة ودور كل المؤمنين ببناء نظام مدنى ديمقراطى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أساليب الوطنى أساليب الوطنى



GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:28 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

GMT 09:26 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

GMT 09:24 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الاسم والنجم في دمشق

GMT 09:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

التغيير وعواقبه

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:14 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

سمية الخشاب تعلّق على مشاركتها في مسلسل رمضاني سعودي
  مصر اليوم - سمية الخشاب تعلّق على مشاركتها في مسلسل رمضاني سعودي

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon