توقيت القاهرة المحلي 15:58:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطباء وممرضون وأمناء

  مصر اليوم -

أطباء وممرضون وأمناء

عمرو الشوبكي

حين يحتج الأطباء اعتراضاً على اعتداءات متكررة فى المستشفيات، وحين يقوم بعض الأمناء بالاعتداء على عدد من أطباء المطرية، فإن النقاش العام يجب أن يركز على محاسبة المخطئين من رجال الشرطة وعدم التستر عليهم، وتصحيح أوجه القصور والخلل داخل الوزارة، بصرف النظر عما إذا كان هناك أطباء يرتكبون أخطاء جسيمة، فهم أيضا يستحقون المساءلة مثلهم مثل التمريض وغيرهم من الطواقم الطبية.

ويقيناً أن تجاوزات الشرطة تزايدت فى الفترة الأخيرة حتى وصلت إلى قيام البعض بجرائم قتل بسبب خناقة سير، وهو تحول نوعى بعد أن كان ثمنه علقة فى قسم الشرطة لا أن يفقد المواطن غير المسنود حياته مثلما جرى مع شاب الدرب الأحمر، ومع ذلك لن يكون إصلاح الشرطة ومواجهة أخطاء بعض أفرادها بحملات تحريض لا تجعلنا نستمع لمشاكلها الحقيقية التى يعيشها شباب الضباط والأفراد على أرض الواقع، ولن يكون أيضاً بالطريقة الأمنية البدائية التى لا تتغير فى اعتقال عدد من الأمناء كانوا متجهين لمدينة الإنتاج الإعلامى وفوجئنا بأنهم يحملون مخدرات وأسلحة.

إن التعامل مع مشاكل كل فئة ومؤسسة يتم بطريقة تعمّق مشاكلها ولا تحلها، فمشاكل الأطباء تتم بتحريض الإعلام والأمن، ثم بعد ذلك نقابات التمريض والعلاج الطبيعى والصيادلة حتى وصل الأمر إلى بث خطاب الغيرة الفئوية والكراهية بصورة فجة فى أحد برامج التحريض، حين وصفت نقيبة التمريض موضوع «كرامة الأطباء» بأنها كلمة حق يراد بها باطل، وأن «أكثر التعديات التى تحدث على التمريض نتيجة عدم وجود أطباء بالمستشفيات»، وأن «تقصير الأطباء يجعل الممرضات يتعرضن للاعتداء».

والحقيقة أن الطريقة العرجاء التى نواجه بها مشكلاتنا الكثيرة لم تتغير منذ نهايات عهد مبارك حتى الآن، فمواجهة الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية بخطاب الأجندات الخاصة وحملات التحريض والكراهية، لندارى بها الفشل وانعدام الكفاءة وغياب الحد الأدنى من الأدوات السياسية فى التعامل مع التنوع والصراع الموجود داخل المجتمع، ستعمق من مشاكلنا.

فأزمات الأطباء ستحل من خلال الحوار والتفاوض مع أطراف حكومية سياسية (غير موجودة)، ومشاكل الشرطة لن تحل بتحويل كل عناصرها إلى متهمين والضغط عليها حتى الانفجار، إلى جانب غياب العدالة الناجزة وإحساس قطاع واسع من المواطنين بأن هناك محصنين، خطابهم على هوى النظام الحاكم فيسمح لهم باستباحة مصر كلها، وتعتبر شتائمهم وسبابهم وتحريضهم حرية رأى وتعبير، فى حين أن الوقفة المسالمة لطبيب مصرى مرموق، هو أحمد سعيد، على كوبرى أكتوبر، كلفته السجن لأشهر طويلة حتى الآن.

فى مصر هناك منظومة خربة ولا يوجد أى جهود تُذكر لإصلاحها، فهل فُتح نقاش عن مستقبل معهد أمناء الشرطة، وما هو البديل العملى والتدريجى لنظام أمناء الشرطة إذا قررنا تغييره؟ وما هو السبيل لإصلاحه وتطويره إذا قررنا الإبقاء عليه؟ وكيف نحاسب المخطئين من رجال الشرطة بصرامة وشفافية دون أن يشعر باقى الأفراد بأنهم مخطئون ومتهمون؟ وكيف يكون الحساب صارماً دون أن يطالب البعض بتحويلهم إلى محاكمات عسكرية وينسى أو يتناسى أن الشرطة هيئة مدنية؟ وفى النهاية كيف تقنع القيادة السياسية مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الشرطة، بأن الإصلاح والهيكلة تعنى عملا علميا وسياسيا وليس انتقاميا، وهو لصالح أغلب العاملين فى الجهاز الشرطى، ويُفترض أن يواجه التفاوت الهائل بين الرواتب على أساس الواسطة وليس الكفاءة والعطاء والتضحية؟

الحكم فى واد والواقع فى واد آخر، ولن تُحل مشاكل الشرطة بشتمهم، والأطباء بالتحريض ضدهم، والشباب بتخوينهم، ونضع الجميع داخل قفص الاتهام ونتصور أننا ننجح، والحقيقة أننا ندارى الخيبة الثقيلة بالعجز عن مواجهه المشاكل الحقيقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطباء وممرضون وأمناء أطباء وممرضون وأمناء



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في تاريخ الفن
  مصر اليوم - محمد امام يعتبر والده الزعيم هو نمبر وان في تاريخ الفن

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon