توقيت القاهرة المحلي 00:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إرهاب عابر للقارات (1- 2)

  مصر اليوم -

إرهاب عابر للقارات 1 2

عمرو الشوبكي

هي المرة الأولى التي يقوم فيها تنظيم داعش الإرهابى بثلاث عمليات إرهابية في يوم واحد وفى قارات ثلاث، بصورة جعلت البعض يعيد النظر في مقولة الخلايا العنقودية المنفصلة لتنظيم داعش وباقى الجماعات التكفيرية لصالح وجود عقل مركزى يوجه حركة التنظيم عبر العالم.

ورغم هذا التوقيت الثلاثى الدقيق للعمليات الإرهابية، فإن هذا لا يعنى أن هناك تحولاً قد حدث في بنية تنظيم داعش وباقى التنظيمات التكفيرية في اتجاه وجود قيادة موحدة لكل التنظيم تصدر أوامرها بشكل هرمى ومركزى لكل عناصرها، فمازال نمط الخلايا العنقودية المنفصلة هو السائد داخل داعش، وأن دعوات التنظيم لأعضائه للقيام بعمليات إرهابية في الشهر الفضيل عبر وسائل التواصل الاجتماعى هي من النوع التحريضى الذي يحث أعضاءه المجهولين عادة بالنسبة لقادة التنظيم- وأحيانا من غير أعضائه، أي من المتأثرين بخطابه- على القيام بالجرائم الإرهابية.

إن قادة داعش يختلفون من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى طبقا لطبيعتها الاجتماعية والجغرافية، وكل «أمير» يتحرك عادة بشكل منفصل تماما عن باقى إخوانه الإرهابيين في المناطق الأخرى.

وقد تبنى داعش العمليات الإرهابية الثلاث التي شهدتها تونس والكويت وفرنسا، ودعا أعضاءه إلى استكمال عملياتهم الإرهابية ضد من وصفهم بـ«المرتدين والكفار وعملاء الصليبية».

وقد شهدت تونس واحدة من أسوأ العمليات الإرهابية في تاريخها المعاصر، حيث سقط 40 قتيلا، معظمهم من السياح الأجانب، في أحد فنادق مدينة سوسة الساحلية، عقب قيام اثنين من الإرهابيين بإطلاق النار بشكل عشوائى على السياح العزل، وسقط أحد الإرهابيين قتيلاً، واعتُقِل الآخر، وتبين أن أحدهما طالب في العشرينيات، يسمى «يحيى القيروانى»، ليس لديه أي ماض جهادى أو تكفيرى من أي نوع.

أما الكويت فقد شهدت إرهابا طائفيا بغيضا على نفس منوال السعودية، واستهدف شيعة يصلون صلاة الجمعة، واستُشهِد منهم 30 مصلياً راحوا ضحية إرهاب تكفيرى بغيض بات واضحا أنه يستهدف وحدة دول الخليج العربى وتماسكها الاجتماعى والمذهبى، وهو خطر باتت حرب اليمن تمثل أحد أبرز أسباب صعوده.

وأخيرا شهدت مدينة ليون الفرنسية عملية إرهابية ثالثة تبناها أيضا تنظيم داعش الإرهابى، وراح ضحيتها شخص وُجد مقطوع الرأس على سور أحد مصانع الغاز على تخوم المدينة، وعدة مصابين.

وكشفت التحقيقات الأمنية أن المتهم بتنفيذ الهجوم هو ياسين صالحى، 35 عاما، وقد تمكن من دخول الموقع عبر إحدى السيارات التابعة للمصنع، وقال وزير الداخلية الفرنسى إن المتهم كان معروفاً للسلطات الأمنية منذ عام 2006 عندما أُدرج اسمه على قائمة الأشخاص الذين يخضعون للمراقبة بسبب توجهاته المتطرفة المحتملة، وإنه كان على صلة بالحركة السلفية، إلا أنه لم يرتكب جرائم ولم تتوفر معلومات عن صلاته بإرهابيين، فأُزيل اسمه من القائمة المذكورة في عام 2008.

والمؤكد أن هذا الحادث سيقوى اليمين المتطرف في فرنسا، والخطاب الداعى إلى تعزيز قبضة الأجهزة الأمنية، والتنصت على المشتبه فيهم ومتابعة المسلمين المتدينين، خاصة بعد موافقة البرلمان الفرنسى مؤخرا على قانون يجيز هذه الإجراءات.

إرهاب عابر للقارات يؤكد قدرة «داعش» وإخوانه على الضرب الموجع في بلادنا وبلاد غيرنا، وأن جريمة تونس هددت بقسوة مسار التجربة الديمقراطية الوليدة، وأعطت رسائل واضحة بأن الإرهاب والإرهابيين ليسوا فقط عابرين للقارات، إنما أيضا عابرون للنظم، فستجدهم في الدول الديمقراطية والاستبدادية، بما يعنى أن مواجهتهم ستكون بمشروع فكرى وسياسى وأمنى متكامل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب عابر للقارات 1 2 إرهاب عابر للقارات 1 2



GMT 20:35 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!

GMT 18:38 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

محمد مندور.. عواصف الفكر والعودة للثوابت

GMT 13:43 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ما هى كرة القدم فى مصر؟!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:28 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon