توقيت القاهرة المحلي 04:01:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصفر المريب

  مصر اليوم -

الصفر المريب

عمرو الشوبكي

صفر الطالبة مريم ملاك صدم الكثيرين وفتح أوجاعاً كثيرة داخل المجتمع المصرى تصورنا أنها غابت أو تراجعت ولكنها ظلت متكررة وعابرة للزمن حتى لو تغيرت النظم والعهود.

أن تحصل طالبة على صفر فى امتحان، فهذا حدث جلل، فما بالنا إذا كان امتحان ثانوية عامة، وطالبة الصفر متفوقة وسبق أن حصلت على 97%، وفجأة حين دخلت الثانوية العامة حصلت على صفر فى 6 مواد، ودرجة ونصف فى إحدى المواد.

وتظلمت مريم على نتيجتها، وقامت وزارة التربية والتعليم بعرض إجابتها على الطب الشرعى، والذى استكتبها فى اختبار خاص 5 مرات، وأعلن بعدها أن ما كتبته فى أوراق الإجابة هو خطها، وبالتالى هى تستحق الصفر المريب.

وقد أتيح لى (وهو أمر نادر الآن مع القنوات المصرية) مشاهدة برنامج «هنا العاصمة» والذى ظهرت فيه الطالبة مريم وشقيقها والمحامى الراقى واللامع إيهاب رمزى، وتم التعرض لقضيتها بشكل محترم مهنيا وقانونيا وإنسانيا ونالت تعاطفا واضحا ومبررا من جمهور المشاهدين، وفى نفس الوقت سمح على غير عادة كثير من البرامج غير المهنية لباقى أطراف القضية، أى وزارة التربية والتعليم، والطب الشرعى بإجراء مداخلات على الهواء مباشرة.

والحقيقة أن الرأى العام فى مصر فى مجمله تعاطف مع مريم، ولم يصدق كلام الطب الشرعى (رغم إقرارنا أنه ليس فى خصومة معها) وفتح جرح التشكك فى طرق تصحيح اختبارات الثانوية العامة، حتى لو كانت الغالبية الساحقة منها تتم بنزاهة إلا أن تكرار الشكاوى فى الفترة الأخيرة عن وجود صور مختلفة للتلاعب قد أفقد الكثيرين الثقة فى حياد الوزارة و«كنترولها».

والحقيقة أن قصة مريم كشفت أزمة عميقة فى ثقة الناس فى نظامهم التعليمى وفى أجهزة الدولة وأيضا فى مدى إحساسهم بقدرة هذه المؤسسات على درء المفاسد ومواجهة المظالم وإعادة الحقوق.

وهنا مربط الفرس، ومن هنا خرجت المشاكل، فلو كان المصريون يثقون فى مؤسساتهم التعليمية لكانوا على ثقة أنه فى حال حدوث خطأ فسيكون غير متعمد، وفى حال طلبوا مراجعته فلن يحتاجوا إلى الطب الشرعى، لأنهم واثقون من حياد المراجع، وقدرته على تصحيح الخطأ، وفى حال اضطروا إلى الذهاب للطب الشرعى، فحتماً سيكونون واثقين من نتائج حكمه.

والواقع قال لنا إنه لا مريم ولا أسرتها ولا أصدقاؤها ولا كل من عرفوها ولا الملايين الذين تابعوا قضيتها واثقون فيما قالته الوزارة، وإنهم على يقين أن إجابتها الحقيقية أخذت لصالح طالب بليد آخر وضع اسمه على ورقتها المتفوقة.

ومع ذلك لا يجب الجزم بهذا السيناريو، ولا أحد يستطيع أن يقول بخفة إن نتائج الثانوية العامة يلعب فيها، ولا كل نتائج الطب الشرعى مخالفة للنزاهة والحيدة، إلا أن ما فجرته قضية مريم يكمن فى تلك الحالة من انعدام الثقة مع كثير من مؤسسات الدولة.

على الدولة ورئيس الحكومة المخلص ألا يتعاملا ببرود وزير التعليم مع قضية مريم، ليس فقط لكونها قضية رأى عام، إنما لأنها تخص مواطناً كامل الأهلية لو ثبت أنه ظلم ولم يأخذ حقه، فهو ظلم للمجتمع ككل حتى لو كنا فى مرحلة لا تعطى أهمية للمواطن الفرد، إنما لخطاب الكل فى واحد، إلا أن هذا الكل لن يصح ولن يتقدم إلا إذا رفعت المظالم عن أى فرد، واقتنع أنه يعيش فى ظل دولة عادلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصفر المريب الصفر المريب



GMT 20:35 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!

GMT 18:38 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

محمد مندور.. عواصف الفكر والعودة للثوابت

GMT 13:43 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ما هى كرة القدم فى مصر؟!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:28 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon