توقيت القاهرة المحلي 07:38:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العائلة المذبوحة

  مصر اليوم -

العائلة المذبوحة

عمرو الشوبكي

هى بالمصادفة جريمة قتل قبل أعياد الميلاد، لكنها ليست مصادفة أنها استهدفت الطبيب المصرى مجدى صبحى توفيق، وزوجته الصيدلانية سحر طلعت رزق، وابنته كاترين لأنهم مسيحيون، وهى ليست مصادفة أن يكون هذا العمل الإجرامى فى مدينة سرت الليبية المستهدفة من قبل الميليشيات التكفيرية، والتى لم يطهرها بعد الجيش الليبى.

أسرة مصرية مكونة من 5 أشخاص، أب عمل لسنوات طويلة كطبيب فى ليبيا لم يجد مشكلة كبيرة مع الشعب الليبى الطيب الذى تبلغ نسبة مسلميه 100%، فعاش بينهم لسنوات طويلة، وهو ما يعنى أن الإرهاب والطائفية ليسا صفات لصيقة بأى شعب، وفى مقدمته الشعب الليبى، إنما هناك ظروف سياسية واجتماعية ودينية وإقليمية دفعت أجزاء محدودة من هذا الشعب المسالم لتتحول إلى هذا النوع من الجرائم البغيضة: القتل على الهوية الدينية، واغتيال أحلام أسرة بأكلمها لأن الله كتب لهم أن يكونوا مسيحيين، مثلما فعل مع مسلمين ويهود وبوذيين، أو كما قال فى كتابه: «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» وليس لتذبحوا.

لا أعرف هل يمكن أن نضع أنفسنا ولو للحظة مكان هذه الأسرة، ونتخيل كيف سيكون وقع هذه الجريمة علينا إذا مست قريبا أو شقيقا؟ فهناك أب وزوجته وبناته الثلاث ينتظرون الأعياد، ويحلمون بالهدايا، ورؤية الأهل والأصدقاء مثلهم مثل أى أسرة أخرى تستقبل أى عيد من الأعياد سواء كان عيد الميلاد أو المولد النبوى، ويأتى هؤلاء الإرهابيون ويقتلونهم دون أى سبب إلا أنهم يحملون ديانة أخرى.

لقد قتل هؤلاء الإرهابيون أحلام أسرة بأكملها بقتل الأب بعد أن قيدوه، ثم قتلوا الأم بعد أن حاولت الدفاع عنه، ثم خطفوا ابنته كاترين ذات الـ14 عاما لأيام وقتلوها أمس الأول، أما شقيقتاها فتركوهما بجوار الجثث لأنهما طفلتان، ولأن الجريمة طائفية بامتياز فلا يحق لهم قتل أطفال باعتبار أنهم قد يدخلون حين يكبرون الإسلام.

رد الفعل الحكومى المصرى على تلك الجريمة الطائفية كان بطيئا ولايزال أسير انعدام الشفافية، كما كان يجرى فى عهد مبارك، حتى لو حدث فى بلد فشله يجعل قطاعا واسعا من المصريين، خاصة المسيحيين، يقول الحمد الله إن مصر ليست ليبيا، فقد تجاهل الحكم الحديث فى الموضوع، لا متحدث رسمى قدم عزاءه للأسرة المنكوبة، ولا دولة انتفضت لمواجهة تداعيات تلك الجريمة، وتعاملت معها كأنها حادثة سير عادية وليست جريمة طائفية مكتملة الأركان من النوع الذى يترك جرحا غائرا فى النفوس.

مأساة ما جرى فى ليبيا مع هذه الأسرة المنكوبة جزء من مخطط يستهدف المسيحيين فى أكثر من منطقة من العالم العربى، ففى العراق يقتلون ويهجّرون، وشاهدنا ما جرى من تهجير قسرى لمسيحيى الموصل مذ أشهر قليلة، وفى سوريا يُستهدفون، والقلة من المصريين التى قررت أن تبقى فى ليبيا تعرضت لنفس المصير.

مطلوب مراجعة وجود المصريين فى ليبيا، خاصة الأقباط، وعلى الدولة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايتهم، وحث من تبقى منهم على العودة لمصر (مهما كانت صعوبات الحياة)، حتى تستعيد ليبيا عافيتها، وتعيد بناء دولتها الوطنية، وتقضى على إرهاب الميليشيات التى روعت كل من يعيش على أرض ليبيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العائلة المذبوحة العائلة المذبوحة



GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

GMT 06:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

خنادق الآيديولوجيا وأقفاصها

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الساعات الأربع!

GMT 06:23 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتهدّد الحربُ الأهليّة لبنان؟

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منطقتنا واليوم التالي

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon