توقيت القاهرة المحلي 13:56:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العائلة المذبوحة

  مصر اليوم -

العائلة المذبوحة

عمرو الشوبكي

هى بالمصادفة جريمة قتل قبل أعياد الميلاد، لكنها ليست مصادفة أنها استهدفت الطبيب المصرى مجدى صبحى توفيق، وزوجته الصيدلانية سحر طلعت رزق، وابنته كاترين لأنهم مسيحيون، وهى ليست مصادفة أن يكون هذا العمل الإجرامى فى مدينة سرت الليبية المستهدفة من قبل الميليشيات التكفيرية، والتى لم يطهرها بعد الجيش الليبى.

أسرة مصرية مكونة من 5 أشخاص، أب عمل لسنوات طويلة كطبيب فى ليبيا لم يجد مشكلة كبيرة مع الشعب الليبى الطيب الذى تبلغ نسبة مسلميه 100%، فعاش بينهم لسنوات طويلة، وهو ما يعنى أن الإرهاب والطائفية ليسا صفات لصيقة بأى شعب، وفى مقدمته الشعب الليبى، إنما هناك ظروف سياسية واجتماعية ودينية وإقليمية دفعت أجزاء محدودة من هذا الشعب المسالم لتتحول إلى هذا النوع من الجرائم البغيضة: القتل على الهوية الدينية، واغتيال أحلام أسرة بأكلمها لأن الله كتب لهم أن يكونوا مسيحيين، مثلما فعل مع مسلمين ويهود وبوذيين، أو كما قال فى كتابه: «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» وليس لتذبحوا.

لا أعرف هل يمكن أن نضع أنفسنا ولو للحظة مكان هذه الأسرة، ونتخيل كيف سيكون وقع هذه الجريمة علينا إذا مست قريبا أو شقيقا؟ فهناك أب وزوجته وبناته الثلاث ينتظرون الأعياد، ويحلمون بالهدايا، ورؤية الأهل والأصدقاء مثلهم مثل أى أسرة أخرى تستقبل أى عيد من الأعياد سواء كان عيد الميلاد أو المولد النبوى، ويأتى هؤلاء الإرهابيون ويقتلونهم دون أى سبب إلا أنهم يحملون ديانة أخرى.

لقد قتل هؤلاء الإرهابيون أحلام أسرة بأكملها بقتل الأب بعد أن قيدوه، ثم قتلوا الأم بعد أن حاولت الدفاع عنه، ثم خطفوا ابنته كاترين ذات الـ14 عاما لأيام وقتلوها أمس الأول، أما شقيقتاها فتركوهما بجوار الجثث لأنهما طفلتان، ولأن الجريمة طائفية بامتياز فلا يحق لهم قتل أطفال باعتبار أنهم قد يدخلون حين يكبرون الإسلام.

رد الفعل الحكومى المصرى على تلك الجريمة الطائفية كان بطيئا ولايزال أسير انعدام الشفافية، كما كان يجرى فى عهد مبارك، حتى لو حدث فى بلد فشله يجعل قطاعا واسعا من المصريين، خاصة المسيحيين، يقول الحمد الله إن مصر ليست ليبيا، فقد تجاهل الحكم الحديث فى الموضوع، لا متحدث رسمى قدم عزاءه للأسرة المنكوبة، ولا دولة انتفضت لمواجهة تداعيات تلك الجريمة، وتعاملت معها كأنها حادثة سير عادية وليست جريمة طائفية مكتملة الأركان من النوع الذى يترك جرحا غائرا فى النفوس.

مأساة ما جرى فى ليبيا مع هذه الأسرة المنكوبة جزء من مخطط يستهدف المسيحيين فى أكثر من منطقة من العالم العربى، ففى العراق يقتلون ويهجّرون، وشاهدنا ما جرى من تهجير قسرى لمسيحيى الموصل مذ أشهر قليلة، وفى سوريا يُستهدفون، والقلة من المصريين التى قررت أن تبقى فى ليبيا تعرضت لنفس المصير.

مطلوب مراجعة وجود المصريين فى ليبيا، خاصة الأقباط، وعلى الدولة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايتهم، وحث من تبقى منهم على العودة لمصر (مهما كانت صعوبات الحياة)، حتى تستعيد ليبيا عافيتها، وتعيد بناء دولتها الوطنية، وتقضى على إرهاب الميليشيات التى روعت كل من يعيش على أرض ليبيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العائلة المذبوحة العائلة المذبوحة



GMT 13:43 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ما هى كرة القدم فى مصر؟!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:28 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

GMT 09:26 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

GMT 09:24 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الاسم والنجم في دمشق

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:14 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

سمية الخشاب تعلّق على مشاركتها في مسلسل رمضاني سعودي
  مصر اليوم - سمية الخشاب تعلّق على مشاركتها في مسلسل رمضاني سعودي

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon