توقيت القاهرة المحلي 15:29:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المال غير السياسي

  مصر اليوم -

المال غير السياسي

عمرو الشوبكي

اُستخدم تعبير المال السياسى لوصف من حصلوا على مقاعدهم فى البرلمان من خلال شراء الأصوات والذمم، ورغم أن هذا الإنفاق ليس إنفاقاً سياسياً بأى حال من الأحوال حتى لو كان الغرض منه هو النجاح فى البرلمان إنما هو إنفاق غير سياسى بامتياز، لأن المال السياسى تعبير استخدم للحديث عن دخول كبار رجال الأعمال إلى مجال السياسة وقيادة بعض الأحزاب، والوصول إلى الحكم كرؤساء وزراء أو جمهورية، كما جرى فى إيطاليا (مع الملياردير بيرلوسكونى) وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية، واستخدام تعبير المال السياسى لوصف عملية شراء إرادة الناخبين وتجاوز الحد الأقصى للإنفاق الانتخابى حتى وصل فى بلد فقير مثل مصر إلى حوالى 10 ملايين جنيه أمر فى غير محله.

والحقيقة نحن نتحدث عن أزمة فى النظام السياسى أكثر منه حديثاً عن مال سياسى، وفشلاً فى وضع قواعد قانونية لمحاربة الرشاوى والفساد الانتخابى، وليس التعبير المحايد والباهت بأن هناك مالاً سياسياً ينفق بكثافة، إنما فى الحقيقة نحن أمام جرائم سياسية مكتملة الأركان وليس أمام مال سياسى.

المال مهم فى السياسة ولا توجد حياة سياسية دون أموال، وهناك أنماط غالبة فى الإنفاق على الأحزاب فى النظم الديمقراطية أو التى ترغب أن تكون ديمقراطية، تتمثل فى اشتراكات أعضاء الأحزاب ومساهمات مئات من الشركات الكبرى ورجال الأعمال، وتوضع ضوابط قانونية صارمة لضبط الإنفاق على الأحزاب، والحملات الانتخابية لا تخلو من تجاوزات وانحرافات تجرى فى الواقع العملى، وكثيراً ما لعب نمط تمويل حملات انتخابية دوراً فى نجاح مرشحين بعينهم، فاعتماد أوباما على التمويل الصغير والمتوسط كان سببا فى تنوع قاعدة مؤيديه وضمها شرائح اجتماعية أوسع قدمته بصورة جديدة تماما للرأى العام الأمريكى وساعدت على نجاحه.

وعلى عكس هذا النمط انتشرت فى مصر ظاهرة «أحزاب رجال الأعمال» أى تلك التى يمولها رجل أعمال واحد وعادة ما ترتبط به وباسمه، ورغم انتقاد الكثيرين لهذا النموذج، إلا أن معظم من انتقدوه فشلوا فى بناء أحزاب أخرى تعتمد على نمط مختلف من التمويل قائم على اشتراكات الأعضاء أو دعم العديد من رجال الأعمال وليس رجلاً واحداً.

والحقيقة أن النقاش حول المال السياسى كان يجب أن يدور حول هذه المسألة: ما هى أنماط تمويل الأحزاب والحملات الانتخابية وليس أنماط الرشاوى الانتخابية التى فاحت رائحتها فى كل مكان واعتبرها البعض مالاً سياسياً وهى فى الحقيقة جرائم سياسية.

نحتاج إلى نظام قانونى يواجهه الرشاوى الانتخابية وعمليات شراء الأصوات وليس وصف ما جرى بأنه مال سياسى، واعتبار قضية المال السياسى لها علاقة بتمويل الأحزاب والحملات الانتخابية، ومناقشة نموذج حزب رجل الأعمال الواحد والممول الواحد، فى حين أن الأحزاب تحتاج إلى مال سياسى يساهم فيه آلاف الأشخاص وليس شخصاً واحداً، وتنظمه قواعد قانونية وشفافية ونظام للمحاسبة، فهذا هو المال السياسى المطلوب، وليس الجرائم السياسية التى ربطناها ظلماً بالمال السياسى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المال غير السياسي المال غير السياسي



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في تاريخ الفن
  مصر اليوم - محمد امام يعتبر والده الزعيم هو نمبر وان في تاريخ الفن

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon