توقيت القاهرة المحلي 19:03:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحديات مرحلة جديدة

  مصر اليوم -

تحديات مرحلة جديدة

عمرو الشوبكي

بتنصيب عبدالفتاح السيسى رئيسا للجمهورية كسابع رئيس للجمهورية، وثانى رئيس منتخب بشكل ديمقراطى، بدأت مصر مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والآمال والأخطار أيضا.
صحيح أن الإطلالة الأولى للرئيس المنتخب كانت موفقة، وشعر أغلب المصريين بأنهم أمام رجل يشبههم ويعبر عنهم وينتمى لوطن ودولة عريقة وليس جماعة مغلقة لم تر فى مصر إلا غنيمة للسيطرة والتمكين.
ومع ذلك ستظل هناك تحديات كثيرة سيواجهها الرئيس المنتخب، فرغم أنه سيبدأ حكمه وهناك غالبية واضحة من الشعب المصرى تدعمه، إلا أن هناك أيضا أقلية تستهدفه ولا نقول تعارضه، إنما لديها هدف واحد هو إفشاله حتى لو كان الثمن إفشال البلد كله.
ويقابل هؤلاء معارضون ديمقراطيون ومنافسون فى الانتخابات، ومطلوب أن يحلوا مكان من يرغبون فى إفشاله وهدم البلد على رؤوس من فيه، فمصر لا تحتاج فقط نظاما جديدا إنما تحتاج إلى معارضة جديدة لا تنشأ بقرار ولا توجه بريموت كنترول، وسنكتشف مع الوقت أنها ستنمو وستهمش تخريب الإخوان، وضجيج مندوبى «الفوضى الخلاقة».
التحدى الكبير أمام الرئيس المنتخب ليس فقط فى قدرته على الإنجاز ولا تحسين الأمن والوضع الاقتصادى، إنما أيضا، وربما أساسا، وجود رؤية سياسية لكيفية التعامل مع المعارضة والقوى الجديدة، لأن وجود منافس قوى سيعنى تلقائيا وجود حكم ونظام قوى.
معضلة الوضع السياسى السابق والأسبق تمثلت فى وجود نظام جثم على صدور الناس 30 عاما، وهندس المجال السياسى من أجل إضعاف المعارضة وتهميشها، فكانت ثورة يناير نتيجة غياب أى فرص للتغيير بصندوق الانتخابات بعد أن زُورت بشكل كامل فى انتخابات 2010، أما النظام السابق فلم ير من الأصل الشعب المصرى، إنما فقط الأهل والجماعة والعشيرة، فكان سقوطه مدويا بعد عام من الفشل والاستعلاء.
الخبرة السابقة تقول إن فكرة المعارضة كانت للتنفيس، وليس لتداول السلطة، ومن الوارد أن يبقى الرئيس الجديد فى الحكم 8 سنوات أو 4، ومعيار نجاحه أن تكون هناك دائما بدائل آمنة لحكمه ونظامه قادرة على الحكم بالوسائل الديمقراطية بعد انتهاء مدته، وأن يشعر المعارضون للنظام الجديد بأن فرصهم فى الوصول للسلطة تتوقف على مدى احترامهم مبادئ الدولة الوطنية والدستور المدنى وقواعد الديمقراطية والمواطنة واحترام حقوق الإنسان، وليس تأييدهم الرئيس ومعارضتهم الشكلية للحكومة، كما كان يحدث فى الماضى.
إن الشعب المصرى يرغب فى وجود رئيس له برنامج واضح وانحيازات محددة، ومعارضة تحمل نفس المواصفات، وتختلف على قضايا جوهرية وترغب حقيقة فى إحداث تداول للسلطة بالطرق السلمية، عن طريق تقديم قيادات قادرة على أن تقدم سياسات بديلة للنظام الجديد ولا تكتفى فقط بالاحتجاج والاعتراض والشجب، وهى غير قادرة على إدارة اتحاد ملاك عمارة وليس حكم بلد.
التضييق على التنوع الموجود داخل المجتمع المصرى بقانون الانتخابات البرلمانية يكرس هيمنة الفصيل الواحد، وتفصيل معارضة «نص نص» لا تعارض إلا فى الشكليات، وهو أمر لن يجلب استقراراً لهذا البلد.
التحدى الحقيقى هو بناء نظام حكم قادر على الإنجاز والتقدم خطوات للأمام، وفى نفس الوقت، ترك الفرص القانونية والسياسية لوجود معارضة ديمقراطية قوية يؤسس فيها النظام الجديد على فكرة أنه كلما التزمت المعارضة بالقواعد الدستورية والقانونية الحاكمة لهذا البلد فإنها ستحصل على مساحات أكبر فى الحركة، وستكون قادرة على التأثير فى المجال السياسى والتغيير، وأن من لم يلتزم بهذه القواعد من عناصر التخريب والتحريض على العنف سيهمش تدريجيا، لأن النظام الجديد لديه ظهير شعبى حقيقى ومعارضة سلمية قوية تقدم رؤى بديلة وتثرى العمليتين السياسية والانتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحديات مرحلة جديدة تحديات مرحلة جديدة



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon