توقيت القاهرة المحلي 04:08:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا.. هل من أمل؟

  مصر اليوم -

سوريا هل من أمل

عمرو الشوبكي

دخل الشعب السورى الصابر والعظيم في دائرة جهنمية من الصراع الدموى البشع، وكلما لاحت في الأفق فرصة أو أمل في تجاوز هذا الصراع، سرعان ما يتحول إلى سراب وتنهار فرص الحل أمام جرائم النظام وجرائم داعش، وخطايا المعارضة المدنية.

وحين هلل أنصار الحسم العسكرى لتقدم المعارضة وأغمضوا أعينهم عن أن داعش وجبهة النصرة هم في قلب هذا التقدم، فاجأهم جيش النظام وحقق تقدما في مكان آخر هلل له آخرون باعتباره نصرا على الإرهاب، وبدا الأمر وكأنه كر وفر في معظم الأراضى السورية يدفع ثمنه آلاف الأبرياء من أبناء الشعب السورى.

حوالى ربع مليون قتيل حتى الآن وما يقرب من نصف مليون مصاب، وحوالى 4 ملايين لاجئ خارج الحدود، وبلد جرى تدميره وتخريبه وإنهاء قدراته، ويتحمل النظام السورى المسؤولية الأولى عما جرى في البلاد بصرف النظر عن جرائم الدواعش الإرهابيين فهو مسؤول بممارساته عن نموهم وانتشارهم، وهو الذي كان (ولايزال) في يده تجديد النظام والدخول في عملية سياسية جديدة منذ أن انطلقت الانتفاضة المدنية السلمية في سوريا وقابلها النظام بالقتل والذبح.

والسؤال المطروح الآن في ظل صعوبة الحسم العسكرى وثمنه الكارثى على الشعب السورى، ففى حال انتصر جيش النظام وسحق معارضيه فإن هذا يعنى أن مستقبل سوريا المحفوف بالمخاطر سيتحول إلى كارثة «رواندية» وسيصبح القتلى والشهداء الذين نحصيهم الآن بعشرات الآلاف بالملايين، ونحمد الله أن فرص النظام في القضاء الكامل على معارضيه مستحيلة.

بالمقابل فإن إمكانية إسقاط النظام السورى بالقوة المسلحة واردة، وإن كان باحتمالات ضعيفة جدا، لحسابات روسية- إيرانية بالأساس، كما أن نتائجه ستكون كارثية أيضا على الشعب السورى وستعنى تحول البلاد إلى وضع أسوأ مما جرى في العراق بعد الغزو الأمريكى.

والحل المطلوب هو الدخول في عملية سياسية لايزال يرفضها النظام تؤدى بشكل تدريجى إلى تنحى بشار الأسد والحافظ على ما تبقى من الدولة والجيش السورى.

والحقيقة أن ما يتردد الآن من بعض الأوساط المتابعة للشأن السورى بأن هناك مؤشرات على قبول روسى لهذا المسار قد يؤدى إلى إقناع إيران به.

والمؤكد أن من وقف حجر عثرة أمام أي حل في سوريا يؤدى إلى سقوط بشار كان إيران وذراعها الأقوى في المنطقة، متمثل في حزب الله، ولعبت على أن الجميع يعلم، إلا قطر الشامتة في مصائب العالم العربى، أن إسقاط بشار الأسد بالقوة المسلحة وبصورة تؤدى إلى تفكيك ما تبقى من الجيش والدولة السورية، سيؤدى إلى كوارث أكبر مما جرى في العراق، وستنتقل تداعياته على دول الخليج وخاصة السعودية.

الأمل الحالى يتمثل في فرصة إيجاد حل للأزمة السورية تحول دون حسم الصراع بالقوة المسلحة، وأن يفتح الباب أمام مسار سياسى يؤدى في النهاية إلى الإطاحة ببشار والدائرة المحيطة به ممن تلوثت أيديهم بدماء مئات الآلاف من أبناء الشعب السورى، وفى نفس ضمان حماية قوى مجتمعية وسياسية تؤيد دولة بشار وهى على استعداد أن تقبل بتغيير رأسها دون أن يؤدى ذلك إلى تفكيك وهدم كل شىء أو إبادتها وذبحها في الشوارع.

هناك بوادر أمل قد تنقذ هذا الشعب من أكبر مأساة شهدها طوال عصره الحديث، وضعفنا جعلنا نتفرج عليها كما فعلنا مع كل مآسينا ومصائبنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا هل من أمل سوريا هل من أمل



GMT 20:35 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!

GMT 18:38 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

محمد مندور.. عواصف الفكر والعودة للثوابت

GMT 13:43 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ما هى كرة القدم فى مصر؟!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:28 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon