توقيت القاهرة المحلي 11:20:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عام على حكم السيسى معادلات القوة والضعف (2- 2)

  مصر اليوم -

عام على حكم السيسى معادلات القوة والضعف 2 2

عمرو الشوبكي


راهن الرئيس السيسى، فى عامه الأول، على التواصل مباشرة مع الشعب دون وسيط حزبى أو سياسى، وكثيرا ما ردد: يجب ألا يدخل أحد بينى وبين الشعب المصرى، وبعيدا عما يقوله علم السياسة فى هذا النوع من النظم (لأن كلمة علم فى مصر الآن لا تريح كثيرين)، الذى يصفه بـ«الشعبوية» وليس الشعبية، أى النظم التى تحكم بشعارات تدغدغ مشاعر البسطاء من الجماهير دن أى إطار حزبى أو سياسى.
وقبل أن يتسرع البعض بوصف نظام السيسى بالشعبوية، فإن هناك رأياً آخر لا يخلو من وجاهة يقول إن فكرة بناء تنظيم سياسى يؤيد الرئيس مؤجلة وليست مرفوضة لأنها فى الوضع الحالى ستضم أسوأ العناصر التى اعتادت أن تنافق أى حاكم وتجرى وراء أى سلطة.

والحقيقة أن السيسى نجح فى نسج علاقة مباشرة مع قطاع واسع من المصريين، ويخاطب الصورة الذهنية التى انتظروها فى الرئيس القوى والحنون على الناس لا النشطاء والمعارضين، فهؤلاء يجب أن يدفعوا ثمنا قاسيا على تجرئهم فى السابق والحاضر، فى حين يلتقى الرئيس مباشرة بالشعب وبسطاء المصريين والضعفاء: سيدة مسنة، أو طفل صغير تبرع بمصروفه لصندوق «تحيا مصر»، أو آخر مريض أو سيدة ترغب فى الحج، وغيرها من اللقطات التى تقول إن الرئيس مع الشعب.

بالمقابل، فالرئيس لم يقم بحوار منظم من أى نوع مع المعارضين على قلتهم، أو مع اتحادات الطلاب (لم تجر أصلاً انتخابات اتحادات الطلاب)، أو مع شباب ثائر أو غاضب أو محبط، كما فعل الرئيسان عبدالناصر والسادات من قبل.

عنصر القوة هو التواصل المباشر مع الناس، وعنصر الضعف هو غياب الوسيط السياسى بين الرئيس والجماهير، لأنه فى الحقيقة لم يعد هناك نظام سياسى، بما فيه نظام الصين المتقدمة وغير الديمقراطية، دون مشروع سياسى أو وسيط حزبى بين من يحكم والشعب.

سيتطلب الذهاب إلى خطوة بناء تنظيم سياسى مرتبط بالرئيس جهوداً جبارة (لا يفكر فيها أحد) تتطلب تغييرا جذريا فى علاقة الدولة بالحزب الذى ينشأ فى أحضان السلطة ويرتبط تلقائيا بها، لأن نتائج هذه الخطوة إذا تمت دون وضع قواعد جديدة ستكون كارثة أكبر من الطبعة الأخيرة من الحزب الوطنى لأن التجريف السياسى أعمق، وحجم التطبيل والنفاق فاق أى مرحلة سابقة فى تاريخ مصر.

والمطلوب فى هذه الحالة من الرئيس إذا أسس حزباً أن يضع القواعد التى تضمن حياد الدولة وأجهزتها من جانب، وأن يعطى نفس الحقوق للمؤيدين والمعارضين من جانب آخر.

عام على حكم السيسى حكمته معادلة قوة تقول: يجب إنعاش الاقتصاد المصرى ودوران عجلة الإنتاج وبناء مشاريع عملاقة، والاكتفاء فى السياسة بالتواصل مباشرة مع الناس، فى حين أن معادلة الضعف تكمن أساساً فى غياب الخطاب السياسى: ماذا تقول لمؤيديك، وبأى خطاب تشتبك مع معارضيك فى مقابل خطاب قوى لخصومك من الإخوان وغيرهم كسب معركة الرأى العام منك فى ألمانيا؟

هناك مساحات يربحها المعارضون لأن لديهم خطاباً سياسياً محدداً، وماكينة متكاملة تبرز السلبيات وتشوه الإيجابيات، فى مقابل غياب أى خطاب سياسى على الأرض يشتبك مع الخصوم، لأن العام الأول يقول لا حاجة لكل ذلك لأن الرئيس يتحاور مباشرة مع الناس.

وهنا مكمن الخطر، غياب الوسيط السياسى المؤمن بمسار 30 يونيو بكل تنوعاته لصالح خطاب العلاقة المباشرة مع الجماهير، فالأول، أى الوسيط السياسى، معادلة قوة مهما كان ضعف الأحزاب، والثانى معادلة ضعف حتى لو بدت أنها تؤثر فى أغلب الناس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام على حكم السيسى معادلات القوة والضعف 2 2 عام على حكم السيسى معادلات القوة والضعف 2 2



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 09:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا
  مصر اليوم - أسباب تأجيل فيلم الديب لأحمد السقا

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon