توقيت القاهرة المحلي 19:56:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عدلوا قانون البرلمان

  مصر اليوم -

عدلوا قانون البرلمان

عمرو الشوبكي

لا أعرف سببا واحدا لهذا الحياد المذهل تجاه بعض نصوص قانون الانتخابات البرلمانية التي من شأنها أن تهدد مسار العملية السياسية بخلق قوى خاسرة أقرب للقوى الاحتجاجية بسبب نظام القوائم المطلقة الذي وضع لأول مرة في تاريخ النظم الانتخابية المختلطة بدلا من نظام القوائم النسبية، وأيضا إدارة في غاية السوء لعملية تقسيم الدوائر، والتى يغيب عنها البعد السياسى والمعايير القانونية المنضبطة.
البعض لديه وهم أنه يمكن تفصيل قانون انتخابات على مقاس تيار أو قوى سياسية بعينها، وهذا لا يحدث إلا في النظم التسلطية والاستبدادية، فالقوانين تكتب من أجل الصالح العام وتقدم للمجتمع من أجل أن تدفعه خطوات للأمام لا ترجعه خطوات للخلف.

والحقيقة أن انحيازنا منذ زمن بعيد للنظام الفردى (بنسبة ثلثين)، المطعم بقائمة نسبية على مستوى المحافظات (بنسبة الثلث)، يرجع إلى أن نظام القائمة 100% الذي تتحدث عنه بعض القوى السياسية هو نظام متخيل لا علاقة له بالواقع المعاش، حين اعتبر البعض أن تقوية الأحزاب ستبدأ بتبنى نظام القائمة بشكل كامل، وهو أمر غير صحيح بالمرة، لأن القائمة ستخبئ نقاط ضعف الأحزاب وستكرس أوضاعها السلبية لا العكس.
إن عماد العملية الانتخابية يجب أن يكون النظام الفردى لدوائر مساحتها معقولة (نائب لكل 400 ألف ناخب تقريبا)، حتى لا يتحول النائب إلى مجرد مخلص لبعض مشاكل دائرته اليومية، وأن تطعيمه بقوائم بنسبة ثلث قوائم ( بحد أقصى) على مستوى المحافظة، وليس القطاع كما هو حادث الآن (4 قطاعات للقوائم)، سيكون من أجل فتح الباب لمعالجة بعض المثالب الوارد حدوثها جراء انتخابات 100% فردى.

إن قائمة المحافظة النسبية تعنى عمليا أن تتواصل التيارات السياسية القاهرية مع المحافظات، وأن تعمل على خلق وجود حقيقى لها خارج العاصمة، وألا تستسلم لمقولة أن هناك محافظات ستختار التيار الإسلامى، بل يجب أن تعمل على أن يكون البرلمان معبرا بدرجة معقولة عن القوى الاجتماعية المختلفة. أما كارثة القائمة المطلقة فستعنى عمليا أن القائمة التي ستحصل على 51% من الأصوات ستأخذ كل مقاعد القوائم الأخرى التي ستذهب أصوات ناخبيها إلى سلة المهملات، لأنها حصلت على 49% من الأصوات.
علينا أن نتصور شكل البرلمانى القادم الذي يقصى بشكل مطلق كل الأفراد والقوائم الخاسرة، بما يعنى وجود برلمان إقصائى منفصل عن المجتمع، فالقائمة يجب أن تكون نسبية لتعالج مثالب النظام الفردى في عدم تمثيل الحاصلين على 49% من الأصوات داخل البرلمان، لا دفع خاسرى الفردى والقائمة إلى العمل خارج العملية السياسية نتيجة نظام القائمة المطلقة.

في بلد لايزال في بداية تحوله الديمقراطى، ويصف أغلب خاسريه أي انتخابات بأنها مزورة، يصبح الإصرار على التمسك بالقوائم المطلقة لأربعة قطاعات أحدها يبلغ أكثر من 10 ملايين ناخب هو بمثابة كارثة حقيقية تهدد النظام السياسى برمته، وأن عدم تبنى نظام القائمة النسبية أو بالحد الأدنى القائمة المطلقة (مازلنا لا نفضلها)على مستوى كل محافظة وليس القطاعات الأربعة، وتمثيل آخر قائمتين خاسرتين في البرلمان حصلا على أعلى الأصوات، قد يخفف من حدة المعادلة الصفرية التي يفرضها نظام القائمة المطلقة.
إن المسار السياسى الحالى يواجه تحديات أكبر بكثير مما يتصورها القائمون عليه وأن طرح أفكار مثل القائمة المطلقة التي تقصى القوائم الخاسرة، ويحول الاستقطاب بين التيارات المدنية وبين الإخوان وحلفائهم إلى استقطاب وحرب طاحنة بين القائمة المدنية الفائزة، والقوائم المدنية الخاسرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عدلوا قانون البرلمان عدلوا قانون البرلمان



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon