توقيت القاهرة المحلي 13:30:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علم إدارة الأزمات

  مصر اليوم -

علم إدارة الأزمات

عمرو الشوبكي

فتح حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، الأسبوع الماضى، ثم الحادث الإرهابى الذى شهدته العاصمة الفرنسية باريس، النقاش حول طريقة تعامل الدول مع الأزمات الكبرى، ورغم ما فى الحادثتين من فروق جوهرية على الأقل من ناحية أن حادث الطائرة لم يحسم بشكل قاطع أنه اعتداء إرهابى، وإن كانت المؤشرات الأولية تذهب فى هذا الاتجاه، فى حين أن الثانى تأكد منذ اللحظة الأولى أنه اعتداء إرهابى، وأن المنفذين هم من إرهابيى داعش وفق ما جاء فى بيانهم عن «غزوة باريس».

ويبقى السؤال: كيف يمكن التعامل مع أزمات كبرى من هذا النوع وكيف تعاملنا مع أزمة الطائرة الروسية.. وأين جوانب الخلل فى التعامل مع هذا النوع من الأزمات؟

والمؤكد أن هناك مسارين يجب السير فيهما مع كوارث من هذا النوع، الأول تحقيق مهنى محايد يُجرى بعيداً عن الأضواء ويهدف فقط للوصول للحقيقة، والثانى هو تقييم الحادث أو الكارثة وتداعياتها ومن يقف وراءها بعيدا عن العواطف أو حديث المؤامرات السطحى.

والحقيقة أن مصر بدأت فى المسار الأول بشكل سرى، وإن كانت هناك معلومات أولوية تشير إلى سقوط الطائرة بسبب عمل إرهابى، فإن مصر لم تنف هذه الفرضية ولكنها وضعت معها فرضيات، واعتبرت أن التحقيق سيأخذ أشهراً حتى يحسم بشكل قاطع السبب وراء سقوطها.

الخلل الرئيسى فى إدارة أزمة الطائرة الروسية كان فى الحقيقة فى عجزنا عن التعامل مع رد فعل العالم على هذا الحادث، واختزال الأمر فى نظرية المؤامرة والتوظيف السياسى لبعض الأطراف الدولية للحدث وهو صحيح، ولكنه أنسانا أن هناك أكثر من 200 إنسان لقوا حتفهم فى هذه الطائرة، وأن رد فعل أى حكومة طبيعية فى الدنيا هو وقف الرحلات المؤقت، خاصة إذا كانت لديها معلومات تقول إن سبب سقوط الطائرة هو عمل إرهابى.

والحقيقة أن ما ذكره محمد المنشاوى فى مقال الشروق، الأسبوع الماضى، هام فى هذا الإطار، حين اعتبر أن النظام المصرى لم يدرك أن العالم تغير فيما يتعلق بسلامة الطيران وتأمين المطارات، بحيث أصبح هناك عالمان، عالم ما قبل وعالم ما بعد 11 سبتمبر 2001. وتفتخر أجهزة الاستخبارات المختلفة بنجاحها فى منع الإرهابيين من إسقاط أى طائرة ركاب مدنية، منذ ضربتهم الكبرى فى نيويورك وواشنطن قبل 14 عاما. صحيح أن بعض المسؤولين أشاروا لسقوط عدد من الطائرات خلال السنوات التالية لـ11 سبتمبر، إلا أن أسباب سقوطها تراوحت ما بين أسباب فنية كعطل محرك أو خطأ بشرى، وحالات أخرى تم إسقاط طائرات مدنية عن طريق قوات مسلحة نظامية أو شبه نظامية، كما جرى مع الطائرة الماليزية المتجهة من أمستردام لكوالالمبور العام الماضى فوق أوكرانيا وراح ضحيتها 298 شخصاً.

واعتبر المنشاوى أنه منذ 11 سبتمبر اتخذت كل دول العالم تدابير مشددة وقاسية لتأمين الطائرات والمطارات، من هنا إذا تبين أن الطائرة الروسية قد سقطت نتيجة عمل إرهابى، فسيتم تغيير العقيدة الأمنية للطيران المدنى حول العالم، وهذا ما غاب عنا.

إذا كنا أمام أزمة كبرى فإنه يجب دراسة كل أبعادها التى نحبها ونكرهها بشكل بارد، ونضعها فى حجمها الطبيعى، ثم ندرس بعد ذلك ردود فعل العالم وتوظيف كثير من أطرافه لها من أجل الضغط علينا، أما أن نترك الحدث الأصلى ونتحدث فقط عن المؤامرات الكونية فهذا ينسينا أبجديات علم إدارة الأزمات الذى يناقش أبعاد الحدث أولا، ويفترض أن يعرفه كل خبرائنا المدنيين والعسكريين.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علم إدارة الأزمات علم إدارة الأزمات



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في تاريخ الفن
  مصر اليوم - محمد امام يعتبر والده الزعيم هو نمبر وان في تاريخ الفن

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon